الأحد، 1 مايو 2011

من نص - ليلةٌ على باب ذكرى ..

 (1)
على درجه الخلفي، يحوم في الضوء !
"لم يجرب حينها كيف يكون الإنسان مرثياً عليه، او مبنياً لأيّ مجهول كان . لذا لم يستطع أن يدرك سبب اختلاف الكواكب الغائبة في مدى الشمس، لم يستطع أن يكوّر ضالته . نجماً . بحراً . هوساً . كل شيء كان بالمصادفة لدرجة أنه اختلف في ترقيع الدرجات السفلية من السلم الحديدي وتلعثمت فيه ذاكرة الأرض فـ سقط . - بالمصادفة أيضاً"

(2)
هارباً ..
"كان هارباً في سيارته، يعدّ المسافة التي قطعها غير مكترثاً بما تبقى من حبل المشنقة الذي يطوف حوله. فلا تبعثره الريح، ويمشي القمر معه طوال الليل بلا قدرة على الفكاك من الأبجديّة، ما تبقى منه سوى علب سجائر فارغة وزجاجات تخرج أزيزاً مزعجاً كلما زادت هوجاءه . هذا الكون السّافر لا ينتهي، لا أفقَ يمسك به ولا مارة يواسوا جرحه المنثور في طرقات المدينة : كل المدينة سكارى والسكارى هائمون وهائمون\ لماذا نعيش إذن؟أردف بهدوء . فانحرفت كلّ الطرق"

(3)
في مقهى النرجس ،
" لم يطلب الشاي، كانت الأواني تحوم فوق رأسه بإيقاعٍ رتيب، ينتظر شيئاً يكسر حاجز الصمت المهول و استحالات الحياة كثيرة : كأن يكون اللقاء بلا موعد، أو يأتي الربيع قبل انتهاء الشتاء وكأن ينسل مطر من خيوط الشمس ! . في الجهة الأخرى من الطاولة جريدته الصباحية على نفس الهيئة . لم يجد جرأة ليفتحها، فالصمت الذي سكن المقهى ليس سوى صمتٌ مؤقت، الصراخ هو غناء الغجريات الآن | كم هو مراوغٌ هذا الموت"

ي ت ب ع ،