الاثنين، 31 ديسمبر 2012

شكراً ..


لم أستطع سوى أن أشارككم هذه اليوميات التي وجدتها على هاتفي القديم قبل أيام، بعض الأشياء حين نسترجعها بعد زمن تبدو وكأنها لم تمر بنا أبداً .. لكن انكارها سيكون قمعاً لأشياء كثيرة أخرى وجميلة في نفوسنا ..
من مذكرات31 كانون الأول 2011 :

" في غير بيتي أرتب بعض الأحلام/ نحن لا نبتعد عمن يغلفون قلوبنا إلا إذا خانتنا الأيام وتأخر الميعاد ساعات طويلة، أشتاق لماما وبابا وهلا واخوتي كثيراً ولبيتنا ولمكتبي وللكسل الذي يصيبني هناك .. ربما صحيح أن النشاط الزائد يأتينا ليكمل حلقات مفرغة! لننسى أنه من المفترض أن يدفئنا الحب قبل أن نتدثر بالبطانيات الباردة ..  أصابني شعور غريب حين سجدت سجود العشاء الأخير لهذه السنة .. مصابة أنا بحمّى الأمنيات وفي السجود ندنو من خالقنا ونتلعثم عظمة ونبكي كثيراً لأننا متطلبين .. لأننا نطمع كثيراً به ونجده دائماً فنخجل ولكن يقيناً نعلم أنه سوف يلبينا .. نتمنى لو يتوقف الزمان هنا .. هنا فقط حيث لا نخاف ولا نهاب سواه .. حيث ننسى هذه الدنيا تماماً!"

" ...رغم أن البرد قاتل في الغرفة التي أجلس فيها في بيت جدي، لكنه سرعان تلاشى حين ذهبت إلى غرفته ورأيت جدتي وهي تعتني به، لقد صنع هذا المشهد ليلتي التي من المفترض أن تكون مختلفة ولو قليلاً .. الله يشافيك ويعافيك يا سيدو يا حبيبي."


"...لا أريد أن أكون سوى متفائلة ربما لأنني لا أعرف كيف أتحرر من هذا الشعور! لن أنكر أنني متحمسة جداً لألفين واثنى عشر، أشعر بأن بعض البشارات ستكتمل فيها حتى تحلو معها بقية السنين، ولن أطلب من الله سوى أن يجبر خاطري ويعافي جدي ويجلب الخير الوافر لأهلي وأحبائي جميعاً .. كل عام وأنتم بخير رغم أنه لا أحد يسمعها الآن .. لكن كل عام وأنتم بخير يا أصدقائي :) "

توفيَ جدي في مارس 2012 .. سافرت والدتي في نيسان 2012 قرابة الشهر لإجراء أكثر من عملية .. انقلبت كل الموازين في يوليو 2012 موازين السعادة والقوة والحماس والتفاؤل. تخطانا الحزن .. تغلب علينا الدمع وسكن صدورنا الوجل .. رغم كل هذا كان لألفين واثنى عشر أثراً آخر لن يغادرني أبداً .. أثر طيب جميل والنفس تهوى الجميل حتى ينسيها كل ألم ..
شكراً لكل من صنع طيباً من رماد الحرائق التي نشبت داخلنا .. شكراً لكل من كان جانبي في أشد أيام تلك السنة حلكة وجمالاً أيضاً .. شكراً لكل من أحبني وشكراً لكل من سامحني وشكراً لكل من منح وشكراً لكل من دعى في ظهر الغيب وشكراً لكل من أخلص .. شكراً لمن غيّر أشياء كثيرة .. وساعدني لأحتفظ بأجمل الأشياء داخلي ولا أفقدها .. شكراً لكل من سيبقى في 2013 .. شكراً لكم جميعاً يا أصدقائي :)

الثلاثاء، 15 مايو 2012

فيلم قصير : يوم النكبة الفلسطينية | Nakba Day

15-5-2012
الذكرى الرابعة والستون ليوم النكبة الفلسطيني "يوم إعلان قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين"
نستعيد ذكرى هذا اليوم بآلامه و"آمال الغد" ويتجدد هذا الألم لنجدد فيه الأمل ولا نيأس

وطني ليس حقيبة
وأنا لست مسافر!

الفيلم القصير : يـوم النكبـــة

سيناريو وصوت :
مريم طاهر لولو

مونتاج وإخراج :
هبة عبدالسلام الحايك

* الفيديوهات منتقاة من:
 1- الفيلم الفلسطيني عصفور الوطن للمخرج مصطفى النبيه و إسراء السكني
2-  مسلسل التغريبة الفلسطينية
3- فيلم "وطني ليس حقيبة وأنا لست مسافر"
ومقاطع حروب ومجازر تاريخ القضية الفلسطينية المنتصرة بإذن الله .



إنني العاشق والأرض حبيبة!

الجمعة، 11 مايو 2012

ولو بالكذب!

أشارككم جزء من يومياتي 9-5-2012
" ... ولست أحاول أن أكون أكثر من نفسي، فأنا لا أحمل من المسميات سوى فلسطينية مع أني لم أبذل شيئاً لأجل هذا المسمى فأنا لم أختره ولم أحارب لأجله ولا أعلم -انا فعلاً لا أعلم- إن كنت سأختاره لو كان الخيار ملكي ! الألم الذي أشعر به تماماً حيث لا تلتقي العظام الطافية في قفصي الصدري يذكرني بالألم الذي لطالما قرأت عنه في قصص العشق، ولكن المختلف هنا أنني لا أعيش قصة حب بل إني أعيش قصة حرب باردة كشتاء الملاجئ والمخيمات وهذا البرد أيضاً لا يشبه البرد في الروايات الحزينة، بل يشبه برد البلاد البيضاء في أطرافها، وعلى سيرة الأطراف فإن هذا الألم يفقدني شعوري بأطرافي ( وأنا لا أعلم حقاً إذا كان هذا الجزء يشبه البرد الذي يشتعل داخل العاشق حين يرى محبوبه فيفقد الشعور بأطرافه ! ) . البكاء سبيل الضعفاء للتكفير عن تقصيرهم أو أخطائهم، ولكن بكائي وأرقي لم يشعراني ولو قليلاً بتحسن، لقد قاطعت البضائع الإسرائيلية لفترة من الزمن ولكني عدت حين تذوقت آخر ما وصل غزة من شوكولاتة عليت الإسرائيلية، فقد كانت العائلة تجتمع أمام فناجين القهود السادة وتتشارك هذا اللوح من الشوكولاة وأنا لم أرفض أن أتذوقها أيضاً ! هذه المرة كانت تحتوي الشوكولاة سكاكر قفازة تشعرني بفرقعة داخل فمي وكنت أحب هذا النوع من السكاكر جداً في طفولتي، شعرت برغبة جامحة ومخجلة في البكاء وأنا أحاول أن أتخلص من الفرقعة في فمي، وشعرت بأن صوتها يدوي في رأسي وكأنه صراخ يعاتبني ! يعاتب جموحنا ويعاتب ضعفنا أمام قطعة سكاكر إسرائيلية!... " قضيتي ليست شوكولاة وليست سكاكر قفازة ولكن الألم الذي أشعر به حين أقرأ آخر أخبار الأسرى والذي وصفته في جزء من يومياتي في الأعلى يشبه تماماً الألم الذي شعرت به حين رأيت نفسي تخاذلت أمام هذه البضاعة، وهو ذاته الألم الذي أشعر به الآن وأنا أشارككم ما أكتبه على عجل ..


انهيت جدول اليوم الساعة العاشرة مساءاً وقمت بتجميع كتبي وترتيبهم مجدداً وأصريت هذا اليوم على أن أحارب أرقي المستمر منذ شهر تقريباً بأن أنام الساعة العاشرة وأن أبقى مستيقظة بعد الفجر، وجدتني أقرأ بعض الأخبار قبل نومي فشعرت برغبة في صفع نفسي واختلف مزاجي تماماً وشعرت أيضاً بكراهية، بكراهية مضنية تجاه كل شيء يحصل، قرأت أربعة عناوين كافية جداً لأن تفقدني عقلي تماماً، صدقوني هكذا أخبار كانت كافية جداً لأن أتحول إلى مجنونة متسولة إلى كسرة من كرامة!

العنوان الأول : 
" المقاطعة مش برام الله...المقاطعة في ثلاجتك.....قاطع كل البضائع الاسرائيلية
مقاطعة ابدية لكل البضائع الاسرائيلية لانه كلها لها بديل اليوم
تعددت الوسائل والغاية واحدة, سنقاطع البضائع الإسرائيلية تضامناً مع أسرانا ودعماً لمعركة الأمعاء الخاوية" 

قبل عدة أيام من الآن، تماماً قبل عدة أيام من الآن تناولت قطعة من شوكولاة اسرائيلية بعد مقاطعة اقتربت من السنة الكاملة ومع أني تجاهلت الأمر، إلا أن هذا النداء جاء في وقته ليصفعني ويخبرني بأني ارتكتب خطأً غبياً في أكثر الأوقات حاجة لوقفة معنوية كهذه! فأنا لم أؤثر في اقتصاد اسرائيل مطلقاً ولم أشعر أحد بشيء وكانت حياتي طبيعية جداً ولكني كنت في داخلي سعيدة لأني أفعل ذلك، سعيدة لأجل نفسي .. فأنا أصغر جداً من أن أكون سعيدة لأجل وطني!


العنوان الثاني : 
"المعركــة مستمــرة ..
بلال ذياب 74 يوم
ثائر حلاحلة 74 يوم
حسن الصفدي 68 يوم
عمر أبو شلال 66 يوم
محمد التاج 58 يوم
محمود سرسك 52 يوم
جعفر عز الدين 51 يوم
فارس الناطور 46 يوم
عبدالله البرغوثي 30 يوم

باقي الأسرى 25 يوماً"
دعوني لا أعلق ! ! !!


  (دور الرئيس طبعاً، على ما يبدو ناوي يحكي شوية عن الأسرى، يعني ولو بالكذب)
العنوان الثالث :
" قال الرئيس محمود عباس إنه مستعد للتفاهم مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن اتفاق للسلام في الشرق الأوسط إذا اقترح "أي شيء واعد أو إيجابي".
وقال الرئيس عباس إنه ليست لديه نية السماح لأبناء شعبه بحمل السلاح ضد الاسرائيليين، لكنه سيكون مستعدا لتجديد سعيه من جانب واحد للحصول على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة في حالة عدم إحراز تقدم." :| :|

أنا لست مصدومة بسبب ما يقوله، خصوصاً عندما قال بأنه (ليس لديه النية) إنت مين كاين يا ابن ال**** علشان يكونلك نية، لكن أيضاً حديثه ما صدمني بقدر ما صدمني توقيت حديثه، هناك أسرى سيمر عليهم ثلاثة شهور في إضرابهم عن الطعام، وأنت تأتي لتتحدث عن السلام مع اسرائيل، يعني .. انتظر قليلاً فقط وبعدين تحدث كما تريد! ولو بالكذب!


( دور رئيس الوزراء هلأ، يعني بركي اسماعيل هنية بما انو عامل حالو زعلان وبيفطر فول دايما يكذب علينا شوية، مش معقول اسماعيل هنية يحكي عن مفاوضات، هوا عنجد عندو كره لاسرائيل يعني، يعني آه، يعني أنا بدي اليوم اكون زي الغلابة هادول اللي بسدقو، وبدي اسدق لاني مش قادرة مش قادرة.. ولو بالكذب!)
العنوان الرابع : 

" إسماعيل هنية رئيس حكومة غزة .. الحركة الاسلامية مستعدة للتوصل مع اسرائيل الى "هدنة طويلة الامد قد تمتد لعشرسنوات او أكثر" مقابل دولة على الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب الشرق الاوسط عام 1967" :||||||||||||||||||||||||| طيب ليش ؟

طيب والأسرى؟ وينهم؟

صمت طويلاً وكتبت هذه الرسالة النصية لصديقتي مريم "مريم أي فعالية قريبة للأسرى احكيلي عنها، لو حتى بالخيمة، مش قادرة يا مريم . هناك دموع تسقط على وجه القلب. مثلها يصيب كل مشاعرنا الجميلة بالعمى! وإني على شفا حفرة من العمى!!" ما كتبته في أول رسالتي يشبه قولي هذا "ولو بالكذب" ولست أواسي أي شيء مما شعرت فيه داخلي وخارجي وفي أطرافي! حين تصفحت بعض الأخبار هنا في فلسطين، وفي العالم، جعلت نفسي أتخيل للحظة أن العالم لا يعرفنا، أو أننا نسكن في منطقة نائية عن الوجود فبحثت في جوجل خلال الشهر الماضي لأرى إن كان العالم على علم بما يحصل في الأسرى :

وهذا ما وجدته، أربعة وثلاثون مليون وثلاثمئة ألف نتيجة بحث في الشهر الآخير حتى هذه الساعات فقط عن قضية الإضراب عن الطعام، والتي بدأت عند بعض الأسرى منذ ثلاثة شهور!، يعني أن العالم يعلم جيداً ويرى جيداً ما يحصل، ورأيت بعدما أكملت تصفحي للأخبار بأن هناك مسيرات تضامن في ايرلندا ولندن وفرنسا ودول كثيرة حول العالم .. وأن الناس جميعهم مثلنا نحن، يحاولون إيصال صوتهم دون جدوى، رغم أن القوة الإنسانية والتضامن الإنساني هو أقوى الدروع في هذا العالم إلا أنه لم ينجح بعد أمام القوى العسكرية والسياسية والفكرية المنحازة إلى إسرائيل في هذا العالم، لأن هناك فجوة حقيقة في هذا الدرع، وأساس هذه الفجوة هو نحن الفلسطينين، نحن لم نعرف أبداً طوال سنين قضيتنا كيف نتعامل جيداً معها، كيف نختار وكيف نرفض وكيف نوقف كل من يتاجر فينا، كنا ضعفاء جداً في 48 وأُعلنت دولة اسرائيل على مرأى منا ومن العالم أجمع، وفي المقابل جمعنا نحن ما نقدر عليه من متاع وطعام وغادرنا هذه البلاد، لا أقول بأن الأمر كان سهلاً علينا، لم يكن كذلك أبداً .. فحتى أنا الغزية التي لم يهجر لي جد ولا جدة، أشعر يومياً بالمرارة التي يشعر بها أي لاجئ ونازح في غزة وفي العالم تجاه فقدانه بلده الأصلي، لأنني مدركة لهذا الواقع الذي يصرخ كل يوم في وجهي بلميء فمه وغضبه، بأني أنا قد فقدت بلدي نظرياً وأني "مواطن مؤقت" في انتظار أن أفقدها فعلياً!
 أقل من يومين يفصلنا عن الذكرى الرابعة والستين للحدث الكبير، والذي انتهى منذ فترة طويلة لدى الجميع "التفاوض عليه" وانتقل بعضهم لأراضي ال67 وبعضهم لل2000، ولا أعلم ربما سينتقلون للتنازل عن أراضي 2500 قبل أوانه!!!! لن أواسي نفسي ولن أواسي أي فلسطينياً في هذا اليوم، لأن المواساة تفقدنا شعورنا بالغضب، وتزين لنا شعورنا بالذل والضعف! ولن أكرر القول المعتاد بأن العودة حق كالشمس .. العودة ليست حق للجالسين يربون كروشهم في بلاد غير بلادهم! ليست حقاً للشباب الذي يسكن بلاده ويحلم يومياً بالهجرة منها، ليست حقاً لمن يستيقظ يوماً في السنة يذهب إلى خيمة تضامن ثم بمجرد أن يدير ظهره ليعود إلى بيته ينسى كل مشاعره الوطنية ويمضي! ! العودة ليست حق لمن اعتاد البكاء على الخواصر والشكوى المستمرة، من يريد أن يعود يجب أن يتذكر هذا الحق في كل ساعة ويوم في حياته، يجب أن يغضب وأن يثور كل يوم وليس يوماً في السنة، يجب أن يشعر بآلام العالم حوله وألا يظن نفسه المظلوم الوحيد في هذا العالم! ولا يجب أن نعطي اهتمامنا لشيء لا نريده بل أن نعطي اهتمامنا لما نريده فعلاً، حين نكون ضد الجوع يجب علينا أن نشارك في فعاليات توفر طعاماً للجائعين، إذا كنا ضد الحرب يجب أن نبذل جهدنا في إحياء السلام "السلام العادل" .. ما يحصل في العالم تماماً هو أنه هناك حروب ضد الإرهاب ومع ذلك يزيد الإرهاب، هناك حرب ضد العنف وحرب ضد المخدرات وحرب ضد الفقر وكل هذا يتفشى بشكل سريع جداً .. لأننا نعطي كل اهتمامنا لما لا نريده .. وهذا ينطبق علينا نحن الفلسطينين فما يراه العالم فينا أننا نحتاج الطعام والمدارس المجانية والوقود والكهرباء والمعابر والملابس وأدوية والعالم فعلاً يعطينا ما نريده باستمرار، وايضاً نظهر للعالم رفضنا لكثير من الأشياء وفعلاً العالم يقدر رفضنا، لكنا لسنا أصحاب موقف أبداً ولسنا نملك تلك الجرأة على رفض كل تلك الحاجات الحقيرة وتجاهلها! هذه هي دائرة "مانشحته نحن" في المقابل حدثتني ابنة خالي في كندا عن مطالب اليهود الصهاينة هناك، فهم يطلبون التبرع لبناء الهيكل ويطلبون التبرع لبناء المستعمرات ويطلبون التبرع لمخازن الأسلحة ومصانعها وفلسفة شحتة اليهود فلسفة رهيبة فعلاً وناجحة جداً كما فلسفتنا، فهم يطلبون بوضوح ونحن نطلب بوضوح، رؤساؤهم يفاوضون بوضوح ورؤسائنا والعالم هو مصباح علاء الدين الذي يقف دائماً بجانب الموقف الواضح لكل فئة وكل شعب ويساعده ليحقق له مطالبه! علينا أن نحدد ما نريده فعلاً، وليس ما لا نريده ..
 تقول الأم تيريزا " لن أحضر مسيرة مضادة للحروب، إن كان هناك مسيرة سلام فادعوني"

الخميس، 26 أبريل 2012

وحيدةٌ كما أشيائي! -وأشلائي-

  لم أسميها وحيدة لأنها الوحيدة، أو لأنها الأخيرة .. بل لأنها تأتي بين كل ذلك السلام والسعادة وبين الصخب والغبش والفوضى التي تخفي احساسنا بهذه الأشياء. فتأتي بعد غياب أو بعد شوق ربما (في شوق لكل شيء، حتى لللاشيء) فلا أحد يلحظها! تماماً كالسلام والسعادة الداخليين اللذين يختبئان تحت مظلة الواقع!

-أمر باسمك لا جيش يحاصرني أو شاعر يتمشى في هواجسه- 
هذه هي بلادي، نعم يا درويش! حين غنّاها صديقك المخلص في كونشرتو الاندلس كانت الأحداث كريمة معكم فوهبت حناجركم وحروفكم أصيصاً من ذهب ولأن لوجيستية الحرب سلبتنا الشعر والهواجس وجعلتنا نتمشى بين أجساد ملطخة بالوجع والدم والماء بدلاً من هواجس ممزوجة برغباتنا وأسرارنا الصغيرة البريئة.. اخترنا أن نتوقف قليلاً!
ليتنا نتوقف قليلاً ونفهم الأشياء بمنتهى الدقة! لو نتأمل قوانين الفيزياء أكثر، ولو نبحث عن الحقيقة في كل شيء لما حاصرنا جيش من المخاوف والتوجسات ولما كنا خاسرين .. (خاسرون جداً في أوج انتصارنا !)
نحن نتمشى إذن فوق الحقيقة، وبين تلك الأجساد المعجونة بالألم تظهر الحقيقة كاملةً وتبقى غائبة عنا كما لو أننا لم نكن يوماً تلك الكائنات الوحيدة في هذا الكون التي حُمِّلت الأمانة!
 "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ علَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا"
وقال تعالى "وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ"
إن الصدق والتصديق هما الشيئان الوحيدان في هذه الحياة -كما أثبت العلم- اللذان لا يحتاجان أي طاقة ! فالشعور الذي يسكن الدماغ من تصديق لا يكلّفه شيئاً كما يكلفه في المقابل النكران والكذب!
كنت اليوم قد قضيت ساعات دراستي على سطح منزلنا، وقبيل صلاة المغرب ركزت عيناي على الأفق حيث تظهر الأطراف العلوية من البنايات والمساكن حولنا .. كان هناك وهج يمتد بخط غير منتظم حول هذه الأطراف، بينما تقترب الشمس أكثر يزداد الوهج ويظهر، وبعد مرور ما يقارب النصف دقيقة ظهرت أمامي تلك النقاط التي تشبه جزيئات الطاقة في المستويات -والتي أثارت حيرتي  في طفولتي- مندفعة نحوي، يحدث هذا مع الجميع وتبدو لي ظاهرة تتعلق بالضوء والعين وأمور أخرى أجهلها. وفهمتُ -بعيداً عن التفسير الحقيقي لما يحصل أثناء تركيزنا على منطقة يتجلى فيها الضوء- حقيقة يعلمها الجميع أيضاً ولكن لا يلاحظونها وقد تحدث عنها كثيراً قبل الآن وسأكررها مراراً بأننا حقول طاقة، فداخل اجزائنا و أجهزتنا المكونة من أعضاء وانسجة و ذرات صغيرة متجمعة يوجد طاقة ضخمة جداً! في كل ذرة وخلية في جسدنا يوجد طاقة! وهذه الأجساد المليئة والزخمة جداً بتلك الطاقة والحلقات تكمن فيها عجائب تخر لها النفوس ما أن تتأملها قليلاً! ومع هذا كله نبحث عن الراحة دائماً ونطفئ ذلك الوهج داخلنا كلما أطلنا الجلوس والتأمل في الفراغ! (وللفراغ معاني كثيرة جداً) فتسكن أجسادنا ونفوسنا ويطيب لها مذاق الراحة!
قال أحد المشاركين في تيدكس كايرو 2010 : " أنا معرفش ليه حاسس ان احنا كلنا مستريحين، اصحابي مستريحين وأهلي مستريحين والناس اللي بتشتغل مستريحة وحضراتكو مستريحين، مع إنو احنا عايشين في بلاد غير مريحة جداً .. أنا حاسس ان احنا ممكن نبقى أحسن من كده، بنشوف الزبالة الصبح وبنتخانق شوية بس بنعيش بيها، التعليم تبعنا مش قد كده بس عايشين بيه، الصحة بتعتنا مش قد كده بس عايشين بيها، عارفين حاجات كتيرة أوي بس ما بنعملهاش.. مفيش حد عايز يطلع للمنطقة الساقعة. أنا نفسي نفسي كل واحد النهارده يروح منكو او من زمايلكم او اهلكم يعمل حاجة وحدة بيحبها حتى لو الناس مش عجباها ويطلع برة المنطقة الدافية" وقد وجدت أثناء بحثي في جوجل حقيقة تقول :لو فتشنا داخل كل خلية من خلايا الإنسان نجدها تحوي برنامج يميل بطبيعته إلى الأشياء الحسنة، والأبحاث العلمية تؤكد ذلك من خلال دراستهم لنظام المناعة في الإنسان.
وهذا يظهر تماماً ما تحدث عنه المهندس فخراني حين قال " يعمل حاجة وحدة بيحبها حتى لو الناس مش عجباها " فنحن مفطورين على الخير ونميل إليه كلياً.. فلن يكون على الإطلاق ما نحبه فعلاً هو شيء يميل إلى الشر!

لم أبتر حديثي في البداية، بل البداية والنهاية متعلقتان جداً ومتصلتان جداً لو شعرتم بما أتحدث عنه وأقصده .. يصفق لنا جمهور وجمع كبير وننظر إلى أنفسنا بزهوٍ وحين نتوقف قليلاً نشعر بأننا نود أن نصفق معهم أيضاً وكأننا نصفق لأحدٍ آخر ! وي كأننا جسد آخر غير هذا الجسد! ويؤلمنا جداً ويضنينا أننا لا نشعر تجاه أنفسنا بما يشعره الكثيرون حولنا .. وإذا أردنا أن نجعل ذلك ايجابياً : يجب علينا ألّا نكف عن البحث عن النور .. وعلينا ألّا نغتر ونكتفي بداخلنا ومحيطنا الضيق أبداً! علينا أن  نبحث عن الخير في كل ما نراه، علينا إذن أن نلحظ الأشياء الصغيرة حولنا ولا نضيع التفاصيل دائماً! 
علينا أن نُحِبْ .

السابع والعشرون من نيسان ألفين واثنا عشر\ الثالثة صباحاً بتوقيت الأرق!

الجمعة، 16 مارس 2012

راشيل كوري | Rachel Corrie

follow your dreams, believe in yourself and don't give up. Rachel Corrie 
تتبع أحلامك .. آمن بنفسك .. ولا تستلم ! راشيل كوري .
 من وقت لآخر، تزداد الفجوة بيننا وبين حقيقة ما نعيشه، وإن كانت توقظنا من أحلامنا البيضاء صواريخ أو اشتباكات، لكن الاعتيادية جعلتنا أكثر قابلية للعودة وكأن شيئاً لم يكن! كثير من الناس يتمنى لو يستطع أن يترك ما وراءه وكأنه لم يحصل .. ولكننا يجب ألا نكون من هؤلاء الناس على أية حال، نحن بحاجة لأن نتذكر كل شيء كل شيء كل شيء! 
لذا قمت منذ فترة بإحضار أجندة وتحويلها إلى سجل الأحداث والاتفاقيات والحروب والمجازر التي مرت على الشعب الفلسطيني مذ وقعت بريطانيا أسفل الورقة وأقرت للعالم بأكمله بأن إسرائيل ليست شعباً بلا أرض، بل نحن وحدنا (شعبٌ بلا أرض) .
السادس عشر من آذار لعام 2003، باتجاه يدي اليسرى أعلى الصفحة توجد ذكرى مؤلمة ومخجلة تنتظرني .. لن أحدثكم عن راشيل لأنكم سمعتم عنها كثيراً وأنا على يقين من ذلك، سأتحدث عن الصوت الذي تركته راشيل داخل كل إنسان حول العالم، راشيل التي كشفت غطاءاً ثقيلاً حين استطعنا أن ندرك أن الأمر لا يتعلق بنا نحن فقط، بل يتعلق بكل إنسان حقيقي وأن ندرك أيضاً بأنه لا يوجد مكان في العالم كله يمكن لأمريكا أن تتجاهل وتغلق قضية كهذه فيه إلا إذا حدثت داخل اسرائيل! فليس غريباً ولا مفاجئاً أن نرى ما نراه كل يوم ولا نجد من يتكلم!
كلامي وكلام أصدقائي وكل من كتب عن راشيل هذا اليوم أو قبله ليس كافياً لنشعر بحقيقة هذه الحادثة، لنشعر بالإنسانية داخل راشيل ونفهم الرسالة التي أرسلتها لنا نحن .. أنا على يقين بأنها لم تجد وسيلة أصدق وأقوى من هذه الوسيلة لترسل صوتها إلى العالم، كانت شجاعة جداً ونحن جبناء جداً لنملك "ضعفها حتى" ..
راشيل التي جاءت إلى فلسطين ضمن حركة التضامن العالمية أرسلت إلى والديها بريداً إلكترونياً تقول فيه : " لقد أمضيت أسبوعين وساعة حتى الآن في فلسطين، ولا أجد إلا عدداً قليلاً من الكلمات لوصف ما أرى، فمن الصعب لي أن أفكر فيما يحدث هنا، عندما أجلس لأكتب للولايات المتحدة شيئاً عن البوابة الافتراضية للرفاهية. لا أعتقد أن الكثير من الأطفال عاشوا بدون قذائف الدبابات وثقوب جدارن منازلهم، وأبراج جيش الاحتلال التي تراقبهم عن قرب من الآفاق، وأعتقد على الرغم من أني غير متأكدة تماماً، وأنه حتى أصغر هؤلاء الأطفال يفهمون، أن الحياة ليست دائماً على هذا النحو في كل مكان ."
عندما قُتلت راشيل كانت تحمي بيت طبيب، وكانت تعرف أطفاله الثلاثة وزوجته وكانت مثل ابنة هذه العائلة، وكان قد جاء دور منزل هذا الطبيب ليهدم أثناء الحرب التي كانت تغطي منطقة سكنية فيها أطفال ونساء كما عايشنا جميعاً!
ومثل كل الأشياء التي لا تقدر بثمن سُلبت راشيل الحياة، والأصح أن أقول بأن الحياة قد سُلبت راشيل. كانت تركض نحو حقل أخضر تخلله منازل جميلة قد بدأت جرافة الاحتلال بهدمها واقتلاعها، كانت تريد أن تدافع عن الأرض كما نريد نحن جميعاً، ولكن الفرق أنها قد دافعت فعلاً عنها وركضت نحو الجرافة لتوقفها وتحمي منزلاً أخيراً تبقى! رأت الغربان تنهش عيون الحمام في وضح النهار بكراهية ووحشية، ورأت أن هؤلاء أنفسهم الذين يبصقون علينا قذائفهم ويحولوا الأطفال إلى دماء، كيف أن العالم كله يقف إلى جانبهم ويساندهم، رأت الذئاب القاتلة تهيم على وجوهها وتطلق النار في وجوهنا وتحطم الأسقف على رؤوسنا ويقف العالم بأسره يهلل لهم! ورأت هذه العيون ملقاة في مقابر الموتى في حين أن الطيور الجارحة تنمو بدانتها أكثر وأكثر وهكذا ألقيت هي بينهم وما زال العالم يهز في رأسه لهم ويدير رأسه لنا!َ


راشيل أيتها البطلة .. لو يملك كل واحد منا نصف شجاعتك لكانت فلسطين الآن لنا .. ولكنت سعيدة جداً حيث السماء!  ارقدي بسلام.

السبت، 25 فبراير 2012

"موجز" الأخبار!

مستمعينا الأكارم على موجة 64 وجعاً فاصلة تخاذل ..
موعدكم بعد قليل مع موجزٍ لأهم وأبرز أخبار (هذا اليوم) ، الخامس والعشرون من شباط لعام ألفين واثنى عشر ونذكركم بأنه يصادف الذكرى الثامنة عشر لمجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل .. ابقوا معنا !

وضعت هذا الفيديو خاصة، لأنه مضت نصف ساعة وأنا أبحث عن شيء ممتلئٍ بالصراخ .. فبدا ليَ الصمت أعلى من كل الكلام ! 
- العثور على جثة فتاة تبلغ من العمر 20 عاماً، قرب دوار "دولة" في حي الزيتون في غزة وبعد عرض الجثة على الطبيب الشرعي، تبيَّن أنها قتلت خنقاً في ظروف غامضة!

- "المزرعة السعيدة" اللعبة الإلكترونية الشهيرة على شبكة التواصل الإجتماعي فيس بوك، بلاغات تصل مقرَّات الشرطة في غزة مفادها أن أحد الأصدقاء سرق "خروف" من مزرعتي .. وبعد اعتقال المتَّهم اتضح أن المزرعة إلكترونية ..
وجاء في نفس السياق أن عراكاً نشب في إحدى العائلات بمدينة غزة  على خلفية المزرعة السعيدة وقد تطور الشجار إلى حد الاشتباك بالأيدي بين شقيقين الأمر الذي حدا بالجيران بالتدخل وفض العراك الذي جرى ..

- في لقاء صحفي عبر فضائية النهار، هنية : الشهيد ياسر عرفات هو من منح الضوء الأخضر لإنطلاقة الإنتفاضة الثانية ..
اسماعيل هنية واقف الآن على رمزون الشعبية بيغير في ألوان الرمزون! المشكلة إنو المجاري طافة .. والريحة طالعة ..  والزحمة مغطية عليا وانا مش عارفة اشوف!

يقول أحمد مطر :
قادتنا أنصاب
أشرفهم نصَّاب!
في حربهم نُصاب
ومالنا نِصاب!

- أما الآن مع الصيحة الدارجة هذه الأيام :  
1- وأنقل لكم الخبر نصاً " أكدت حركة 'فتح'، على ما صرح به عضو اللجنة المركزية عزام الأحمد، حول موضوع تأجيل تشكيل حكومة التوافق الوطني، وبأن هذا التأجيل جاء استجابة لطلب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وأن رئيس السلطة 'أبو مازن' قد وافق على هذا الطلب
وفي نفس اللحظة :
2- القيادي في حماس صلاح البردويل : عباس من طلب تأجيل الحكومة وحماس ليس لديها شروط على إعلان الدوحة .
( شكلهم متفقين علينا هههههه!) 

- أفيخاي أدرعي على حسابه على تويتر : 25 صاروخ اطلق على الاراضي الاسرائيلية من قطاع غزة منذ بداية شهر شباط. ليكون واضحا اننا لن نتسامح مع هذا الوضع ..

هذا أعزائي المستمعين موجز حصاد اليوم .. 
ننتقل الآن للحديث عن جنازة الشهيد طلعت رامية الذي استشهد أمس في مواجهات مع الاحتلال على جاجز قلنديا الواصل بين مدينتي القدس ورام الله وسط الضفة الغربية.. بالإضافة إلى تذكيركم بأنه داهم البارحة عدد من الجنود الإسرائيلين المسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة، وقد فتحت جبهتين إحداهما في باحات المسجد الأقصى والأخرى في الخليل، حيث منعت طواقم الإسعاف من نقل المصابين .. وقد وصفت هذه المواجهات بأنها الأعنف بين الفلسطينين والاسرائيليين في المسجد الأقصى .. وخلال ما لا يزيد عن نصف ساعة كانت حصيلة الجرحى ما يقارب 70 جريحاً!!

أما ردة الفعل هنا في غزة كانت بالمختصر (بدون ردة فعل) بالإضافة إلى باقي المستجدات اليوم .. يبدو أن غزة الجميلة أصبحت أكثر وضوحاً الآن!
أما جدول أعمالنا هنا ..
فكما قال أيضاً أحمد مطر :
 هكذا أقسم يومي :
ست ساعاتٍ .. لهمي
ست ساعاتٍ .. لغمي
ست ساعاتٍ .. لضيمي
ستُّ ساعاتٍ ..
لهمي ولغمي ولضيمي!
لحظة واحدة من يومي التالي .. 
لكي أبدأ في تقسيم يومي ! !

!

الخميس، 23 فبراير 2012

مجزرة الحرم الإبراهيمي .. 1994




طفلٌ نبتت بين أصابعهِ النار .. 
أيتها الخوذات البيضاء حذار من طفلٍ نبتت بين أصابعه النار

كانوا يخبروننا حين كنَّا صغاراً، بأن قلوبنا بحجم قبضة أيدينا وأنه كلما كبرت هذه القبضة كبر قلبنا الصغير معها شيئاً فشيئاً.. لكن نحن كبرنا قبل ميعادنا بكثير وبعضنا لم يتسنَّ له أن يقيس قلبه لأنه فقد يده وبعضنا لم يقسه لأنه فقد قلبه! ومن هنا بدأت قصتنا التي كتبناها قبل أن تنتهي خشية أن نفقد ملامحها كما فقدنا ملامحنا.. كان والدي ينفض سجادة صلاته قبل أن يذهب للصلاة في الحرم وكان يسألني دائماً كم صار حجم قلبي ؟ وكلما كبر قلبي قليلاً واتسع كان يضيف قرية من فلسطين إليه ( إم التوت، العيسوية، عطّارة، جماعين، العوجا، دير غزالة، الشهداء ... ) لم أعتد منذ طفولتي المشاهد الدرامية ولن أباشر الآن بوصف حنان أبي وأخبركم كيف مات وأكرر على مسامعكم حكايا جدي التي حفظناها فما عادت تقشعر أرواحنا وتخشع لها! نحن كبرنا ما يكفي وقد شقت النائبات في جلودنا ألف طريق وحفرت مليون مستعمرة، وحين تمرَّغ الألم فينا بعنا جلودنا إلى الروؤساء كي يصفقوا لنا ويمدحونا ..
حالنا ليس كما يظن العالم، نحن لا نتحسس رؤوسنا كل لحظة، ولا نبكي طوال الليل خوفاً من القصف.. لم تتوقف الإمدادت هنا ولم يمت أحد منا من الجوع بعد.. لا نذهب إلى المدارس وأقدامنا غارقة حتى أخرها في مياه الأمطار والمجاري، ولا نتعلم في مدارسنا كيف نحارب اسرائيل أو نوقفها، بل وينتهي عمل مادة الوطنية (الفقيرة جداً والملفقة جداً) ما أن ننتهي من المرحلة الأساسية وننتقل إلى الثانوية العامة ونختار حينها فيما إذا كنا سنهجر الوطن والتاريخ في علومنا أم نلجأ إلى التاريخ والوطن الملفق!
نحن فقط فقدنا الثقة التي يشعر بها غيرنا من الأشخاص تجاه المستقبل الآتي بل والثانية الآتية، حين تحدث مجزرة تحدث مجزرة، حين لا تحدث .. لا تحدث، وبين هذا وهذاك نعدُّ نحن على أصابعنا عدد الضحايا ونقيس حجم قلوبنا ونرى في كل اصبع ينهش كيف يتقلص قلبنا معه وتتلاشى معه القرى وتزيد المستعمرات! صدقوني نحن : ننتظر ونترقب مجزرة جديدة ..
في الخامس والعشرون من شباط للعام 1994 من الشهر الفضيل وفي يوم الجمعة المبارك، قام طبيب يهودي يدعى باروخ غولدشتاين و هو من سكان مستوطنة كريات أربع وكان قد تتلمذ في مدارس الإرهاب الصهيوني على يدي متخصصين في الإرهاب من حركة كاخ الإرهابية وكان غولدشتاين معروفا لدى المصلين المسلمين حيث كان في كثير من الأوقات يشاهدوه وهو يتبختر أمام المصلين الداخلين والخارجين إلى الحرم الإبراهيمي، بالتواطئ مع عدد من المستوطنين بالإعتداء على المصلين في الحرم الإبراهيمي بإطلاق النار عليهم أثناء أدائهم صلاة الجمعة وكانت يومها المجزرة التي خلَّفت 50 شهيداً وجرحت 349 أخرين بعد أن أفرغ كل ما في داخله من حقد عليهم!
لم تكن الأولى ولا الأخيرة بالطبع، هذه المجزرة ورّثت لدى جميع اليهود ذلك الشعور الذي نشعر به نحن الفلسطينين حين نبشَّر بنجاح عملية استشهادية قد أدت إلى مقتل عدد لا بأس به من اليهود وهو بطبيعة الحال رقم أحادي بسيط تكفي أصابعنا العشر (إن وجدت) لأن تحصيه وحدها! أخبركم عن الشعور الذي يتولد لدينا، المزيج من الغضب والسعادة والثورة معاً، أمور لطالما كانت تنتهي ما أن نعود لمشاغلنا اليومية، الغبطة التي يولدها النصر المؤقت أيضاً، كان عادياً ومؤكداً أن جميع اليهود سيعيشون الموقف ذاته، ويخيَّل لهم لو يكونوا جميعهم أبطالاً كهذا الباروخ! 
بعد هذا كله، وأمام العالم كله بل يكفي أنه أمامنا نحن، أغلق الحرم أشهراً طويلة، واغتصب أكثر من نصف الحرم وحول إلى كنيس ليصلي فيه اليهود الذي حدثتكم عنهم قبل قليل، هؤلاء الذين يحلمون بإنجاز كهذا .. وضعت الحواجز في طريق المسجد ومنع المسلمون من من دخوله والصلاة فيه بسهولة كما كانوا سابقاً ..
أود أن أذكركم بحديث شريف عظيم يقول فيه صلوات الله وسلامه عليه : " لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم" .. وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم " .. 
ما أقوله هنا أنه ليس المهم أن المسجد قد اغتصب وقلَّت مساحته، ليس البناء، ليست الحجارة هي ما تحيينا نحن .. إنها الدماء التي تراق، هي التي يجب أن نبكي عليها أولاً، كيف صار دمنا ماءاً رخيصاً، أصبحنا نغالي ونقول لا بأس! أصبح واحداً أو أربعة أو عشرة لا يؤثرون كثيراً ولا يغيرون شيئاً ..
ليس علينا أن ننتظر مجزرة أخرى، لا أعلم ماذا علينا أن نفعل! وأنتم كذلك لا تعلمون .

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

مذكرات صفقة رقم (1)

شعرتُ فجأة بالشوق والحماس، خفق قلبي بسرعة لدى حديثي مع صديقتي ميسون التي حُكم والدها بأربعة مؤبدات قبل أن يصلهم خبر نجاح الصفقة، تذكرت كل التفاصيل التي مرت دون أن أدركها جيداً وأراهن عليها هذا المساء..
كيف بَكَت قبل عامين حين فشلت الصفقة وأُغلِقت، تذكرتُ تفاصيل حفل الأسرى في الصيف الغابر الذي أقيم باسم مديرية التربية والتعليم -غرب غزة- و كنت عرّافته، كل التفاصيل الصغيرة، نقاشي مع مدرستي حولَ التقديمِ وأبيات الشعر الواجب قولها وتفضيلها، حين طلبوا مني أن ألبس (كعباً) لأكون قادرة على الظهور جيداً من وراء المنصة لتحيّة الأسرى، ولبست حينها حذاء رياضي لا يُظهرُه ثوبي الفلاحي المطرَّز على الطريقة (اليافوية) لتحاشي آلام الكعب وازعاجه، وانتصرت على ظنونهم وظهرت جيداً من وراء المِنَصَّة. حين أشار لي أحد منسقين الحفل بالنزول لأخذ أسماء الأطفال الذين سيتم تكريمهم بدلاً من آبائهم، كانوا صغاراً ومشاغبين، وكانوا يتسابقون لحمل البلالين والأعلام راكضين وراء حلمٍ لم ينضِج، كانوا سعداء وكنت خائفة.. ولا أخفيكم أنني لم أكن واثقة بما أفعله! وها هي النبوءة، ها هوَ الحُلُم ..
تذكرت بكائي الخافت هذا الصباح عندما تحدثت مديرة المدرسة عن ما تبقى من الأسرى القابعين، كيف صفعني الرقم حين قالت "ثمانية آلاف" حين تقدمت أحد صديقاتي وهزت كتفي ورددت :"هبة!"، ضحكت مجدداً كعادتي لأنني أضيع تفاصيل الأمور دائماً وأعود أواجه كل ما مضى لأكوِّنَ فرحاً .. حزناً أو ألماً ربما..
تأخرت كثيراً لأستعيد هذه الصور، لم أتلهف حين سمعت بفتح ملف الصفقة، ذاك أني لم أشهد عيداً وطنياً واحداً طوال حياتي.. كل ما شهدته هو خيبات متكررة قصمت ظهورنا، المثير الآن أننا لم نشهد ما سنشهده غداً منذ ولادة السجون!
لا زلنا بعيدين، لكن الآن صَدَقت بعض أغانينا وأهازيجنا وحنّوننا لذلك نشعرُ بالسعادة\ ونرقص في فرحٍ من وجعٍ في الخاصرة .

الأحد، 19 يونيو 2011

ليلةٌ، أو أبعد

كلّ شيءٍ يدفعني الآن إلى الكتابة، لا أعلمُ ما قصتي مع هذهِ الليالي الدافئة، إنها تشبهُ امتداد البارجات المضيئة على بحرٍ تزيّن بعقدٍ يلتفّ حول عنق امرأة يهواها الجَميع . امتلأ الهواء بالسعادة كأنه موسيقى تَصدح، للسعادةِ عنفوانٌ يزيدها شباباً ونضرة، عدمٌ هناك في قلب الحزن يعتصرً الحياة في فيه ويبصقها كأنها مولود لا يرغبه أحد، ربما لا تُنبذ السعادة لكنها تصل المقصلة ولا يصحو هؤلاء من تعاستهم، ليلٌ طويل بصحبة ضوء السماء الخافتة، ولوزٌ أخضر و سحابة بيضاء تتمرغ في القمر، تكفينا لنطرّز العشق النبوي فينا وكأننا نمارس الشطرنج ونخسر ثم نجهش ضاحكين مخلفين وراءنا قطعاً كثيرة سقطت!
رُبما، يد الهواءِ هي التي تلتف حولَ خاصرتي حين أرغبُ بالرقص ليلاً لكنها دافئة كثيراً لتقيني بردَ الوحدة الخاطف، إنني لا أشعر بالوحدة، حتى ولو كنت في أشد حالاتي فراغاً، املأ الهواء بعطريّ المضجر وأحدثه حكايا الطيبيّن الحالمين ولا أملّ منه . كان أمسي قد ربّي فيّ داء ورثته عن أجدادي القدماء وعادات أمارسها كلّ يوم، كأن أنمُو كلما أنفق مدّخراتي على مكتبَتي وليس لمجرّد أنني أتقدمُ في العمر، وكأن أؤمن بالسلام وإن أُلقيت تحت وابلٍ من الرصاص الفولاذي .  أما حاضري يعندِل كبلبل ويحتضنني على رسلٍ كي لا أجعله تعيساً -حاضري ايضاً ينتهي ما أن تفرّ صغيرة من مضجعها وتقفل الباب الخلفي للحديقة، لأنّ رؤىً تتعلق بالحرب راودتها مؤخراً- ومستقبلي أغانٍ جميلات وكلاماً طيّباً وأحلامَ بريئة .
بلادي ضيّقة، أحتاج فيها تصريحاً لأجلس أمام البحر أستمع إلى الموسيقى وأعدّ كوباً من القهوة على مهلٍ وأشربه على غير مهل كأني ألاحق القطرات التي ارتشفها الهواء قبلي، لكلّ مناسبة فيها علم، وأصحاب فضل وكفاءة وغاويين كُثر . وكاذبين، مناخها خاضع لقوانين كثيرة، لا أيقن تحديداً قانون مناخها الحاليّ، فهي تمر بحالة من الإنفصام . أعني أنها غائبة الآن عن الخريطة حتى يطلَق الحكمُ بوصفِها "بلدٌ" على الأقل، لكنني أعود وأبتسم، لأنني حصلت على تصريح فيها، ربما هو ليس تصريحاً بالجلوس أمام البحر وممارسة الأمور العادية فيه، لكنه على الأقل تصريح : حتى ولو كان تصريحاً بالنظر إلى البحر من بعيد، كأنثى تستفيق من عدّة النسيان مؤخراً ولا ترغب حتى في محادثة البحر!
علمتني بلادي أن أكون سعيدةً، وأن أكتفي بها بلا أدنى شروط أوقوانين ..

علمتني بلادي أن أكون سعيدةً، وأن أكتفي بها بلا أدنى شروط أو قوانين

الأحد، 1 مايو 2011

من نص - ليلةٌ على باب ذكرى ..

 (1)
على درجه الخلفي، يحوم في الضوء !
"لم يجرب حينها كيف يكون الإنسان مرثياً عليه، او مبنياً لأيّ مجهول كان . لذا لم يستطع أن يدرك سبب اختلاف الكواكب الغائبة في مدى الشمس، لم يستطع أن يكوّر ضالته . نجماً . بحراً . هوساً . كل شيء كان بالمصادفة لدرجة أنه اختلف في ترقيع الدرجات السفلية من السلم الحديدي وتلعثمت فيه ذاكرة الأرض فـ سقط . - بالمصادفة أيضاً"

(2)
هارباً ..
"كان هارباً في سيارته، يعدّ المسافة التي قطعها غير مكترثاً بما تبقى من حبل المشنقة الذي يطوف حوله. فلا تبعثره الريح، ويمشي القمر معه طوال الليل بلا قدرة على الفكاك من الأبجديّة، ما تبقى منه سوى علب سجائر فارغة وزجاجات تخرج أزيزاً مزعجاً كلما زادت هوجاءه . هذا الكون السّافر لا ينتهي، لا أفقَ يمسك به ولا مارة يواسوا جرحه المنثور في طرقات المدينة : كل المدينة سكارى والسكارى هائمون وهائمون\ لماذا نعيش إذن؟أردف بهدوء . فانحرفت كلّ الطرق"

(3)
في مقهى النرجس ،
" لم يطلب الشاي، كانت الأواني تحوم فوق رأسه بإيقاعٍ رتيب، ينتظر شيئاً يكسر حاجز الصمت المهول و استحالات الحياة كثيرة : كأن يكون اللقاء بلا موعد، أو يأتي الربيع قبل انتهاء الشتاء وكأن ينسل مطر من خيوط الشمس ! . في الجهة الأخرى من الطاولة جريدته الصباحية على نفس الهيئة . لم يجد جرأة ليفتحها، فالصمت الذي سكن المقهى ليس سوى صمتٌ مؤقت، الصراخ هو غناء الغجريات الآن | كم هو مراوغٌ هذا الموت"

ي ت ب ع ،

الخميس، 10 فبراير 2011

نجتمع أمام القمر نداعب أحلامنا سوياً ، صغاراً وعجزة
||

ندرك في صباح يبدو رويّ الحزن أن الليل لم يكن بخير
لقد زارنا اهزوجة الموت العتيق \ وفتش فينا عن حلم ضاع لنرثيه
 . وراح يشرب روح الوجد في ثانية يعد نفسه للرحيل بنصف الغمامة
كم أحتاج لأتلبس هذا الجنون كلّه وأتورط هواء بحر حيفا وروحي على النصف الآخر
كل الأشياء ملتصقة بنا أكثر من أوردتنا \ شرفاتنا تطل على اللاشيء بكل صخبه
ومجون يغطي الناي حين يصبح نخبٌ احتراق المسافة بالياً ، والموت واحد .


أتقمصك لأقاسمك الطرقات خشية تملّق الموسيقى علينا ونحن نجتاز السماء
وأتنفس تصلية اللوز من أصابعي خاشعة لصوت تعثر الهواء بالعباب في رهو المسير .
هل تيممت وجهي قبل حضرة الورد الذي يسرقك من الساعات في حضورك البخيل ؟
شيء يشبه جوبة في الأفق تحجب غناء الشمس عنّي / أو لعلّي
أحيك تراتيلها في عليّة ليل يخدش وجنتاي في أفول الدفء واحتراق الرحيل .
 تنبت السنابل متأخرة عن فصل الزهو على قمم جبال هذي الأرض
 وترحل كل الأشياء تباعاً في عبق المدى وتبيت في راحة يداي حتى المغيب .

الخميس، 3 فبراير 2011

فريق الكاتب الإلكتروني .

فريق الكاتب الإلكتروني - مع الأستاذ يوسف القدرة والمس هبة الأغا والأستاذ خالد جمعة
بعد انتهاء أمسيته الدافئة في مركز القطان للطفل ،
تنقص الصورة المس تهاني دلول :)

هكذا وقّعنا أغنياتنا 
رسمنا قلوبنا متلاصقة 
وغفونا بعيداً على ساعد السماء
أتلو صلواتي
هل حقاً سنغيب \\
سنشفى من زمن
ونصاب بآخر .
لربما يختلف الأمر هناك
...أو أننا : سنكون جدول ماء
أو أرصفة [.]
ربما سنكون صلوات للنجاة
من حادثة رماد
أو حريق
أو وطن !

_____________

أنتم ليَ أمّة ووطن بأسره ، يكفيني كثيراً ليقيني برد الحياة . 
كونوا جميعاً بخير 
أحبكم .

الأربعاء، 2 فبراير 2011

غفوة على أهداب الموت .

همس الشهيد :
يا أصدقائي ، تنَحَّوا قليلاً
زائرُ الحربِ قد أطلّ عليكم
لقدْ قطَّعوا كلَّ الشجر
حاصروا مدينتنا
صففنا في العراء
وقتّلونا واحداً واحداً ،
فما كان منا إلا أن ندفن أنفسنا بأنفسنا
ونغني للرحيل .
لن يهرب البرد منا
ولن ينبت الدفء من تشققات هذه الأرض ..
هاهم آخر الناجين :
زمن تصدأ ،
وحفرة مهجورة ..
وياسمين مروّى بحزن الغيوم
وحفاة على أبواب مقبرة فاضت بالنحيب !
***
سُكب كل اللؤلؤ على أرض المذبح ،
وأخذوا ما تبقى من حناجرنا
وتركوا لنا ذاكرة مهترئة
مليئة بالقش والغبار
وأعمدة البيوت والحجارة
كلها بقيت لنا ،
حتى الحنين إلى غدٍ بعيد
والأحلام ، و الأمنيات
كلها كانت لنا ،
المئذنة ،
وصوت تلقُّفِ الموت البعيد
أسفل الجبل ..
وزرعٌ فتيٌّ يبكي زارعاً
قد ضل جذر الأرض
قلّب كفيه على رزق تاه في الطريق .
***
وها أنا بنصف جسد وروح واحدة
أتلحفُ كل ما يمرُّ أمامي
أمتشق ظلي الذي لم أعد أراه
أفكر في موتي
الذي أعلن عنه قبل ساعات
ولم يجيء .
***
قل للأحبة القادمين من وراء هذا السفح
أن موتاً حراشياً قادماً
سيهوي بهم إلى قاع المقبرة ،
فعودوا والتحقوا بركب السائرين إلى القرارة
وانسوا ضباب مدينتكم
وحنينكم الزائف إلى الوطن ..
عودوا ،
قبل أن تُصفى غنائم المعركة الأخيرة ،
وتكونوا من نصيب الجباة
وتجاهلوا أحلامكم ،
فأنتم أحياء ، ثاملون بهذه الدنيا
لا تعرفون السكينة ولا السلام .
***
عثَّت وجوهنا
حين مررنا على رماد الزعتر ،
تراقص الهواء في الفراغ الطلق
وعطسنا كل ما انتشقناه
من ثورة وإيمان ..
مضى الشهيد يقول :
أعليهم أن ينقلوا نعوشنا
نعشاً نعشاً ،
لكي ندرك أننا كنّا أحرار كالفرَاش ،
ونوقع أغنياتنا على حدود الوطن !
***
كيف سنحمل أرواحنا ونجهش بالبكاء
هل تسقط الأدوار على المسرح ،
ألن تبكني أمي ، وحبيبتي
والياسمين المعلّق على سياج حديقتي
من ذا يحمل نعشي معي ،
ويبكي علي ؟
ومن يؤرقني وأنا أفترش التراب
بدعاءه وبكاءه ، ثم يشيح و يرحل .
ها أنا أحرر روحي وأجيء مني إلي
سألتقي بجسدي ..
لا أدري كم من الوقت أحتاجُ
لأعرفَ جسدي ،
وكيف سأمتطيه
وأكفّن نفسي
ثم أسير وحيداً إلى المقبرة
في وحشة الظلام المكدس
على وجه السماء ،
وفي أغنيات الأقوياء ..
***
مؤلم أن ننسج أنفسنا
من انتظار انتهاء المعركة .
نحن لونُ تسربل الشغفِ
أحرارٌ نحن ، حتى في أوج استعبادنا
نحتكر السنابل حينً نفرط في الهوى
لا شيء نحن ،
أكثرُ من عطر منشيٍ خدلٍ
ينسلُّ من قوسِ قزحْ .
نحن لن نُدفنَ في الأرض البورِ
وسنهرب من الرحم المموه
المفضوح في العراء ،
ونجتاز قبورَنا
لا تتعجل ،
إن الموتَ مندفع كنبتةٍ هدباء
على كتفي خيل في سباق .

الخميس، 27 يناير 2011

حبكة سياسية : حاضر وُلدَ من ماضٍ | ووثائق محرجة

في عهد عرفات ، وحين ناقش المفكر (ادوارد سعيد) اتفاقات غزة-اريحا"سلام امريكي " ، وأوسلو " سلام بلا أرض" في سلسلته الصادرة عن دار المستقبل العربي ، كان قد تطرق إلى موضوع هام ، أود أن أشارككم جزء من حديثه :

" بالنسبة للبعيدين عن السلطة ، من أمثالنا ، الذين يستبشعون المشهد المخزي في غزة اليوم ، فلا يمكن الاكتفاء بالقول بأن عرفات زعيمنا ، وله منا الولاء ، أو حتى المطالبة باستقالته بسبب عدم كفاءته ، علينا أن نضمن بكافة السبل عدم تكرار هذه المأساة ، وذلك بالإصرار على ان يتمتع أي زعيم لنا مستقبلاً ، بصفة (احترام الذات) ، بالاضافة إلى معرفته معرفة حقيقية باسرائيل والولايات المتحدة ، وبكلمة أخرى : إن المطلوب هو تحرير العقول ، وليس المطلوب رجالاً ونساء لا يستطيعون تحرير أنفسهم ، ناهيك عن تحرير شعوبهم . العنصران الجوهريان هنا هما : الإرادة والعقل . فحتى لو امتلك المرء عشرة آلاف شرطي وبيروقراطي بل ودويلة أيضاً ، فإن الوضع يبقى في جوهره مؤسساً على العبودية والجهل "
سبتمبر 1994 .

يتضح من حديث سعيد ، أنّ ما دعى إليه هوَ تحديداً عكس ما جررنا أنفسنا إليه ، يعني ، اختيار عباس كرئيس دولة ، ومن ثمّ اختيار هنية كرئيس وزراء لحكومة مقالة في غزة وبالتحديد القبول بحكم حماس ( عقلية ذات توجه محافظ عميق ، اصولي دينياً ، ورجعي سياسياً و اجتماعياً ) ، و اختيار فياض كرئيس وزراء لحكومة أخرى في الضفة الغربية ( ذيل قابل للإنطواء ) ، إنما ينم عن اخفاق لم نشهده حتى في عهد عرفات الذي قدم فيه من التنازلات ما نعتبره فائضاً عن الجرّة ، ويقع اللوم بالدرجة الأولى على م.ت.ف التي قامت من البداية بتحية (( شجاعة )) اسرائيل عندما أعطت الحكم الذاتي المحدود جداً وما شملته من تشريد ومصادرة واحتلال عسكري واضطهاد وتقديم الشكر للجلاد مقابل الاعتراف على مضض بـ" وجودهم " جعل الشعب على استعداد كامل بالتنازل والمخاطرة ،  وأنّ أقصى شيء استطاع عرفات أن يقيم عليه خلاف مع المفاوضين الاسرائيليين ،  دار حول امكانة السماح له بوضع صورته على طوابع البريد ، وأيضاً تم رفض ذلك !
بالإضافة إلى الإدعاءات المزعجة التي كانت تعتبر المفاوضات تؤدي إلى قيام علاقات جيرة طبيعية في المستقبل ، بل كانت مرحلة جديدة في مراحل إذلال الفلسطينيين وحملهم على قبول شروط الاستسلام ، ولم يعد أحد يسأل ولا حتى اليسار على حقيقة ما يجري بالمفاوضات وإلى أين كان يسير بهم رابين ، ويسير بنا عرفات في حقيقة الأمر !


لقد كنا نمارس على انفسنا نوعاً من الرقابة الذاتية يمنعنا حتى من طرح هذه الأسئلة ، ولقد شكل صمتنا تقصيراً ذات ابعاد تاريخية ستكون لها آثار مريرة نعاني منها لأجيال قادمة ، لقد كان ما يقوله عاموس عوز وكلينتون ورين كريستوفر ورابين وبيريز يبدو افتئاتا  صارخاً على الحقيقة وتشويهها تشويهاً مجرداً من المبادئ الأخلاقية ، وما ترتب على كل هذا التاريخ الخصب هو تحديداً ما نحن فيه الآن وما نواجهه ، والأحداث الأخيرة التي كشفت الجزيرة فيها عن وثائق سريّة لمفاوضات شبيهة بسابقتها ، وجودها ليس غريباً مطلقاً ، فإن تعاملنا بموضوعية ونظرنا إلى الأمر بشكل سوي ، فبالنسبة للتنازلات والمفاوضات كنّا جميعاً كفلسطينين على دراية بها ، وكان الأمر جليّ في بعض الأحيان ولا يحتاج تلميحات ، ربما لم يكن هدف قطر في نشرها الوثائق هو فضح السلطة ، فهي على كل الأحوال "فاضحة حالها" ، و إن من حق السلطة الفلسطينية أن تعمل جاهدة لكي تصل إلى مستوى الانحطاط التي وصلت له الحكومات والأنظمة العربية ، وأن ترضي أمريكا وغيرها بكل السبل فهذا يؤمن لها احتياجاتها ويؤمّن لها بيئتها كسلطة مدعومة وقائمة على أيدي تحكم العالم ، ففي ظل التوتر الذي يحدث في العالم العربي وقيام ثورات عديدة واحتجاجات ، اختارت قطر عرض هذه الوثائق في هذا الوقت على وجه الخصوص ، محاولة لتحريك الشعوب واثارتها ولربما أن تسمّى قطر في نفوس القطريين " حامية عرض فلسطين " يجعل القطري كمواطن في شعبه راضٍ عن حكامه وعن أميره وتحفظ بذلك قطر قيمتها وتخرس شعبها إن فكّر أن يشارك في هذه الثورة التي تكاد تصبح جماعية ، ولمَ لا ، فبرأيي كفلسطينية ، إنّ حماس على استعداد كامل أن تحل محل السلطة في المفاوضات ، وبذلك تكون قد ضربت عصفورين بحجر ، بالتخلص مما يسمى نزاعات داخلية بين فتح وحماس وذلك بالقضاء على السلطة عن طريق الوثائق وفتح الطريق أمام حماس لخوض هذه التجربة ، فبعد مكوث حماس في غزة كل هذه السنين ، اتضح لنا أنّ ممارسات الحكومة السابقة هي نسخة طبق الأصل عن ممارسات حماس الآن ، (لا يوجد مقاومة ، مصالح خاصة ، فشخرة ، واسطة ، تعذيب ، الاستعداد التام لخوض صراعات داخلية والتخلص منْ مَن لا يجدونه ملائماً ، المحسوبية والرشوة ، سد كل طرق الحرية -فحماس كتنظيم قد رُبيَ على الانقياد والتقيد- ) كل هذه الأمور التي كانت تدعو حماس في السابق ضدها وتشذب وتستعملها كأداة للاحتجاج ، هيَ الآن تقوم عليها ، نحن شعب ينهزم ، وامكانياته لا تتيح له أن يختار الخوض في حرب لجعل اسرائيل تتنازل عن شبر أو عن اتفاقية واحدة ، وحين تتهيأ حماس للمفاوضة ستكون مستعدة للتنازل ولن يردعها شيء ، فسواء كانت الوثائق صحيحة أم لا ، انا على ثقة تامة أن قطر قد حققت مصلحتها في هذا الأمر ، ما تبقى علينا هو محاولة البحث عن اجابة عن التساؤلات بدلاً من وضع تساؤلاتنا في رف ، وتعليق علامة تعجب وعلامة استفهام فوق رؤوسنا .. ، كل ما يحتاجه الأمر هو تحليل عميق ووعي كافٍ يجعلنا نقرر حقيقة هذه الحبكة .

كانون الثاني
2011

الأربعاء، 19 يناير 2011

احتساء ..

 
وكأننا لون المسافة وظلال شوق متكئ على انتظار
يا لور\ هذا الورد كم يشبهني في حضرتك
وكم يشبهنا يا زمرديّ هذا الفراق .

من أصابعي أتنفس أماكنَ اللوز العتيق والزقاقات النحيلة ، 
وأذكر الوطن في نفسي وأذكرُ حين كان لنا وطن
ميلي عليّ بمرفقيّك .. ما أجفى الشتاء على قلبي !

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

موعِد (1)

 
نلتقي \

7:59 مساءاً - مأوى النرجس - في آخر زقاق المدينة القديمة
في أحد أيام كانون الأول ، بعد تفتح آخر عشبة على جوانب حديقتي الخلفية !

...لا تتأخري دقيقة واحدة !
 

السبت، 27 نوفمبر 2010

ما فوق هذا الرأس ،


______________________________

ألفت هذه الأنفاس ، أستطيع سماعها عن بعد ميل كامل ، وكأنها تنذر بشيء ما يخبرني بأن ألمم نفسي الآن ، وأحرص على جعل كل شيء في مكانه ، وفي صورته الطبيعية ، لقد مضت سنين كثيرة ، ولم يتغير إيقاعها ولم تتغير ردود فعلي حين اسمعها ، كل شيء الآن سوي ، الكتاب أمامي ، والقلم في يدي ، وعقلي على ما يبدو يفكر ، وربما جسدي لا زال في مكانه ، أو أنه تهالك ، لا أدري !
ذهني لم يكن صافياً ، لم يكن لي وحدي حينها ، كنت أحدق في اللاشيء ، أتفرس في صورة ما ، شبه كائن ، وبعض ألوان متداخلة ، لم يُطرَق الباب بعد ، ولم تعد تلك الأنفاس ترنُ في أذني كقرعِ الطبول ، يبدو أن بشري ما قد غير وجهته وذهبَ حيث لا أكون أنا ، بعيداً عن كلِ ما يمكن أن يهوي إلى ذهني فجأة ، عن وجهٍ مستدير ، وشعر حريري منسابْ ، عن أي شيء يمكنُ أن يتعلق بنفسِ الفتاة التي أظن أنني لربما أعرفها ، آخذ استراحة قصيرة من مراقبةِ الباب ، فلقد حفظت كل الخطوطِ المبعثرة فيه ، وكل الوجوه التي يمكن أن يُخفيها ورائه ، وكل الاحتمالات التي يحملها ، : يجب أن أعود الآن لكتاب الإدارة ، وأن أسمح للباب بأن يُفتح بكل الطرق ، وأن أقتنع بأنه ما من كائن يحدقُ فيما فوق هذا الرأس ، كل الأشياء تندرج تحت مسمىً واحد ، ونتيجة واحدة .
نفسُ الحذر ، والخوف من اللاشيء ، إنها أمور لا يمكن أن نتخلص منها ، نحن خلقنا هكذا ، خائفين من لاشيء ، مترقبين ومحدقين في الفراغ ، إنه كتاب واحد دُرِّس للجميع ، من يكسر القواعد يجب أن ينبذ ، والبادي أظلم ! .
 أستعيد الآن تفاصيل المعارك في مناحة صامتة ، حتى ينتهي زمن نبوءتها ، لتستعيد الروح يقظتها ، ونحدق أكثر ، ونكف عن الطوفان في النار لنخرج أخيرا من بطون أمهاتنا أحياء ، ونتخلص من مشيمتها الدافئة ، إما أمواتاً بشفتان لا تتحركان مع رنين الأصوات ، موتى لا ينبغي لهم أن يقولوا شيء !
______________________________

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

ليلة أذارية ،



يعتّق الموت نصفَ اللوحة الجدارية
ويعصف بالآخر ، ويحلُّ الخريف ..
تصبح الآلام وحيدة في تلك الليالي
ويبدو الوطن مألوفاً ،
سرعان ما تهرب القطط السوداء 
من عواء الكلاب فيها  ،
ويضيق الملجأ في البرد القارس ،
تصير الحكايا أموراً شخصية
والحواسُّ خاملة ..
تعجِنُ نفسها في لحافٍ
تفوحُ منه رائحةُ الرسائل العتيقة
وتموتُ موتَتَها الأولى .. وتَنكَسِر !
\\

في الميتتة الثانية :
تهرب الصورُ من نفسها ،
تتعجرف الموسيقى ..
لقد جُبِرت معادلات الورود ،
ذاب الرخام عن الناي ،
لتعزف مقطوعة اللازوَرد !
ويُرفع عن ساقيها ثوب الشغف
ويمّحى عنها العشق ،
فتذوب ، ويذوب معها اللازوَرد .

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

بعض مما لدى نفسي في نفسها !




إن اعتيادنا على أمور لا يعتاد عليها معظم الناس ، يؤخر يقيننا بأن الوقع تمْ في يوم لا نذكر كيف كانت ليلته !


||

حين يكرر أحدهم أمامي ما يتعلق بموضوع نهاية العالم في ال2012 بسذاجة تكاد تفتك بكل خلايا جسدي ، أقفل على نفسي غرفتي وأعيد حسابات الغد بقهر وألم لا يوصفان !


||

أصحيح أنني أقسو على نفسي بأحلامي ! وهل الأمر يتعلق ببلادي كثيراً ، ! أشعر بأنني فيصل القاسم في الاتجاه المعاكس ، على الكرسي الأيسر نفسي ، وعلى الأيمن نفسي ، وفي الوسط نفسي !


بابا ، في عيدك هذا أخبرك بأنني أحبك كثيراً ،



||
بقايا أنابيب الحياة التي استنفذتها مدن كثيرة كانت تحيي مدينتي حين أرسلت للدنيا أحب الرجال لديّ على الإطلاق ، لم يستطع حتى في أحاديث الذاكرة بيننا أن يفصّل لي ملامح ذلك الطفل الكثير الهدوء المحب للمطالعة ، الصورة التي استطعت تكوينها في ذاكرتي هيَ صورة طفل لم يتجاوز الثانية عشرة بين كتب كثيرة تتعلق بالتاريخ والروايات والشعر و القصص القصيرة .. غير الفيزياء والكيمياء والفلسفة ، مع عيناه الجذابتان اللتان لم يحرمهما الزمن من نظارتان تليقان بهذا الفذ ، على الرغم من أنه قال لي أنه لا يحبهما وفي رواية أخرى يتمنى لو يتخلص منها ، طاقة هائلة تسكن عقل وكاهل هذا الرجل .. استطاع توزيعها بشيء من التساوي على أربعة عقول صغيرة ، نمت وتغذت من عطاءه ، وعطاء امرأة عظيمة اختارها لتسد ثغرات الزمن داخله .. ليشكلان في نظر الجميع حولهما ، ثنائياً استطاع أن يعيش ملامح الأيام الاولى من الارتباط حتى بعد أكثر من 18 عشر عاماً من الزواج تتخللها 4 أطفال أكبرهم في السادسة عشرة .. ، كما أسميهما بلغتي المجنونة " خطّاب " ، هوَ بطلي ، غذاء عقلي ، والنصف الثاني من قلبي ، بزوجته الرائعة يكملان هذا القلب المحب .. بابا ، في عيدك هذا أخبرك بأنني أحبك كثيراً ، وأشكرك كل الشكر لأنك اخترت أمي زوجة لك .. لتكون لي أماً وصديقة وأختاً لم أرَ مثلها من قبل .. لكما يا سيدا قلبي ، كل المحبة والتقدير ♥

طب قلّي شو أحلى شي ،

: إنّا نعيش براحة بآل

شو لازم يبقى أهم شيْ ،

رضا الله لو كل شي زال ، رضا الله لو كل شي زآل

الخميس، 16 سبتمبر 2010

صبرا وشاتيلا ، الذكرى 28 .. وكأننا لم نغادرها !!



ستعلم من الإذاعات أنّ ليل صبرا وشاتيلا كان مُضاءً كلُّه، لينظر القتَلَةُ في عيون قتلاهم فلا تفوتهم لحظةُ نشوةٍ على موائد الذبح، وستقرأ ما سيكتبه جان جونيه:
"يا لها من حفلات ومآدب فاخرة تلك التي أقيمت حيث كان الموت يبدو وكأنه يشارك في مسرّات الجنود المنتشين بالخمرة والكراهية. ولا شك أنهم كانوا منتشين أيضاً بكونهم قد نالوا إعجاب الجيش ال...إسرائيلي الذي كان يستمع وينظر ويشجّع ويوبّخ المتردّدين

محمود درويش .

الجمعة، 10 سبتمبر 2010

فسيخ ، وعيد ، وكل عام وانتم بخير ! ♥


لا يزيد بهاء حياتنا سوى الاحتفال بمناسباتنا السعيدة التي من الله علينا بها ، لنحتفل بعد شهر يُحكى انه طويل رغم أنه زائر غريب فطوبى له ، ولتقواه .. نحتفل اليوم رغم رائحة -الفسيخ- السيئة والتي تسبب لي أزمة تزداد أعراضها حين يتم قليه ، فتتفاقم لنفسية و عصبية و شمية ، ولا أخفيكم أنني أصاب بنعاس قاتل حين أشتم رائحته التي يجب أن يحاكم عليها عاجلاً أم آجل ، احتفلت اسرائيل -التي لا اعترف بها طبعاً ولا بخارطة الطريق ولا بتواجدنا في نفس البلاد- معنا بعيدنا السعيد ، بإطلاق صاروخ على منطقة أمنية في القطاع ، ربما يخبروننا أنهم لم ينسونا بعد ! ! ، بالمناسبة أود أن أخبرهم أننا نحن أيضاً لم ننساهم " ولو ^^ " ، ... 
من منبري المتواضع ، وبيتي الدافئ .. أرسل لكم محبتي الخالصة ، وكل عام وأنتم بألف ألف خيرْ .. وبلا فسيخ :) !

الأحد، 5 سبتمبر 2010

لِـ واسِينيْ الأَعرَجْـ ، آلام مرسومة بالكلمات !


من أين ورثنا هذا البؤس ؟
سلطناه على أنفسنا بأنفسنا ثم نمنا داخل السعادات الكاذبة
قريري العيون ومنتشين بأوهامنا وإخفاقاتنا الدفينة


كلنا يحمل في الدماغ رصاصات بل عيارات مدفعية , نحمل حزنا بثقل القرون
التي مرت بجفاف مدقع لم نرث منها إلا كيف نموت ..‬


هناك وجوه تنطفئ داخل الذاكرة بسرعة ,,
وهناك وجوه لا ننساها أبداً


هل جاء وطن الخوف ؟
إنه يتأسس على أشلاء الأجساد التي ترى ..
سيغلقون كل الأبواب , النوافذ , الأسطح , وتبدأ لحظة الأفول الرهيب ..
مع ذلك سيحفر الناس حفرًا صغيرة داخل الحيطان , ويخرجون إلى فسحة النور

الجمعة، 3 سبتمبر 2010

هذيان الليل والمطر ..

كانت الساعة تقارب الخامسة صباحاً ، في ليلة الثالث والعشرون من رمضان وكنت قد بدأت طقوس نومي لأرحل بهدوء قبل أن أعود ، أكثر ما كنت اشتهيه حينها كوب بارد من الماء ، وللأسف كان وقت السحور قد مضى ، تركت جهازي مفتوحاً وبدأت رحلة الغياب بشكل أبطئ من المعتاد ، كنت مليئة بالسعادة الكافية لحرماني من النوم رغم عطشي الشديد ، فقد كانت ليلة الاعتكاف مثمرة ورائعة وباردة و دافئة وطيبة جداً ، اقتربت من النوم قبل أن تهذي أذناي بصوت دبيب لطيف على الأرض ، بشكل موسيقي لم أسمعه منذ الشتاء الماضي ، كنت أظنها تهذي ، كان الجو بارداً رغم أن اغسطس انتهى منذ أيام ، ابتسمت بهدوء واحتضنت مخدتي وتركت شعري ليمنحني دفئاً ونمت بسلام ، غير أنني لم أتوقع مطلقاً أن يتم إيقاظي الساعة العاشرة صباحاً ليخبرني حسام الصغير بأن اليوم لدنيا عزومة ، بالطبع كان هذا جالباً للنرفزة أكثر من أي شيء آخر ، ليس العزومة بالطبع إنما ايقاظي الساعة العاشرة ! ، اعترف أنني كسولة لكنني نمت متأخرة كثيراً ، لا يكفيني بعدها 12 ساعة نوم ، غير محبتي الشديدة للنوم بالوراثة ، حسناً " صحينآآآآآآآ يوووووف" ، بصراحة تجرأت ونظرت لنفسي بالمرآة وكنت لم اختلف عن قبل 5 ساعات وكأنني لم أنم حتى ، لا عينان منتفختان ولا شعر منكوش ، ولا حاجبان منقعدان من شدة الغيظ ، بهدوء غير معهود ساعدت أمي في البيت ونمت ساعة أخرى ثم خرجت لسبيلي الساعة الثانية عشرة ، جلست في حلقة لطيفة جداً وكنت قد اشتقت لها كثيراً مع صديقاتي ومعلمتي الجميلة ، اجتمعت بهن في نشاط سابق ، واتفقنا أن نرى بعضنا وانا تأخرت ساعة ونصف ، وصلتهم في حالة استفزاز مخيفة ، فلقد" التطعت في الشمس " أكثر من نصف ساعة ، بسبب زحام السيارات وشدة الحر ، قالوا صدفة أنه في الليلة السابقة أمطرت الدنيا مطراً خفيفاً .. اجتاحتني موجة بردٍ منعشة أعادت الدم إلى وجنتي ، وتذكرت الدبدبة اللطفية التي سمعتها وظننتها هذيان .. وكانت مطراً ، مطراً أعشقه وأشتاقه بجنون ! 

الأحد، 29 أغسطس 2010

لعله خير!




لم نتحدث منذ فترة ، غيابي عن مدونتي كان طارئاُ جداً ، وشكل لديَ ما أسميه ربما ما يشبه الكبت ، ولكنه ليس كبتاً ، مؤخراً لم تعد الأفكار تنزلق فجأة وألقيها مباشرة في مدونتي ، ولم يعد شيئاً يستحق المشاركة والكتابة ، ربما مواطنة غزاوية لها الكثير مما يثير البعض لقرائته واستطلاعه ، لكنها أبسط من ذلك بكثير ، ربما أيضاً أحاديث الكهرباء ، والزبالة المتعفنة على أبواب بيوتنا ، والآلة الضخمة العاجة بالتروس وما يسمى بضوضاء المواتير عوضاً عن تلويثها لرئتيها المرهقتان ، أحاديث يجمع الكثيرين على أنها لزيزة ومش تقليدية ، ربما لأنها لا تتكرر في كثير من البقاع .. ، تجتمع حكومة فاسدة مع شعب جائع ممكن ، وتجتمع مجزرة مع محتل غير انساني أيضاً ممكن كثيراً، لكن لا يجتمع حصار خانق مع مواتير كهربا :) ، إلا هنا بجعبة حكايانا ، كنت اليوم في دورة لي ، قال فيها أستاذي في مداخلة بسيطة عن أمر ما ، أننا شعب الـ " لعله خير " ، وصدف انها قصة قديمة معروفة إلا أنني أنا بالذات بدون من في القاعة لا أعرفها ، وبالطبع أنا أجلس في الصف الأول ويجب أن أهز رأسي واعتبر نفسي أعرف هذه القصة ، وأحمد الله قبل أن أقع في أي احراج أخبرتني صديقتي بملخصها ، المهم في الأمر ، أن هذه الكلمة علقت في ذهني كثيراً ، وكان مفهومها أننا شعباً يختلق باستمرار العذر لكل شيء بنسبه للقدر والقضاء ، وبالتأكيد أنا لا اعترض على القضاء والقدر ، ولكنني انتهر فرصة التنويه لأمر هام بات خانقاً وجلياً بيننا ، أمور مؤلمة تسكن آطباعنا ، وحياتنا كلها وانتظارنا المقيت لكل نهاية ، كالجلاد لم يترك في جسدي موضعاً لم يجلده ، أحب المشي لأنني أقرأ روايتنا فيه ، روايتنا التي اعتادت على الألم ، أرى في كل زاوية من بلادي حكاية ، وأسرة أخرى فقيرة ، أخشى أني بت أتوق لنهاية هذه الرواية ! 

الجمعة، 20 أغسطس 2010

لا للتعذيب ! زورا صفحتنا في الفايس بوك ..


مؤخراً ، أنشأت صفحة فايس بوك بإسم " معاً ضد تعذيب المواطنين في المعتقلات المحلية . " كنت قد كتبت قبلها عن المشتل هنا في غزة ، وأساليب التعذيب الخالية من الإنسانية على مدونتي الإلكترونية الحالية ، مما دفعني إلى انشاء هذا الجروب هوَ طرح والدي هذه الفكرة علي ، وتحفيزي للقيام بشيء هام كهذا ، وكانت شعارات هذه الصفحة هي كالتالي :







شعاراتنا :

1 - السلطة التي تعاقب خارج القانون هي سلطة خارج القانون.
2 - التعذيب هوَ داء الأنظمة الفاسدة.
3- الدولة التي تماري التعذيب هي دولة بدون مواطنة .
4- المواطن بدون حماية هو لاجئ ليس له وطن.
5- النوع الجديد من الطبقية في دولة التعذيب : طبقة المحميين وطبقة الذين بدون حماية .
6-نزع حماية الدولة للمواطن هو السر في نمو الروابط البدائية

يكفينا إراقة دماء !

لنعمل معاُ وندعو كل من يهمه الأمر للإنضام لهذه الصحفة ، لنرفض معاً كوننا عناصر خاملة  وشباباً صامت ، لنحفظ دم أهلنا من أهلنا ! ، ونحفظ انسانيتنا من بواقي الضياع ، لنوقفهم عن هدر قيم الإنسانية ، جئنا هنا ، لنعلن للعالم أجمع ، أن شبابنا العربي لا يقبل أبداً بسياسة التعذيب التي تتبع في المعتقلات المحلية في دوله ، لندافع عن حقوق الإنسانية وقداستها ، ونقول معاً .. لا للتعذيب .. شارك معنا ليكن صوتنا أعلى وثورتنا أقوى ! ...

للانضمام إلى صفحة لا للتعذيب في موقع الفايس بوك ، زورونا من هنا

الاثنين، 9 أغسطس 2010

في حضرة الغيّاب ، وداعاً درويشـ !



في ذكرى رحيلك .. لروحك ألف قبلة درويش : (

وحزن آخر يراودني هذه الأيام ، لعلك تعيش فيّ قليلاً لأحدثه عني ويحدثني عنه !


,, إلى اللقاء حين رحلت وكل من يلقاك يخطف الوداع ،
 وأصيب فيك نهاية الدنيا ويخطفني الصراع ! ,,