السبت، 25 فبراير 2012

"موجز" الأخبار!

مستمعينا الأكارم على موجة 64 وجعاً فاصلة تخاذل ..
موعدكم بعد قليل مع موجزٍ لأهم وأبرز أخبار (هذا اليوم) ، الخامس والعشرون من شباط لعام ألفين واثنى عشر ونذكركم بأنه يصادف الذكرى الثامنة عشر لمجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل .. ابقوا معنا !

وضعت هذا الفيديو خاصة، لأنه مضت نصف ساعة وأنا أبحث عن شيء ممتلئٍ بالصراخ .. فبدا ليَ الصمت أعلى من كل الكلام ! 
- العثور على جثة فتاة تبلغ من العمر 20 عاماً، قرب دوار "دولة" في حي الزيتون في غزة وبعد عرض الجثة على الطبيب الشرعي، تبيَّن أنها قتلت خنقاً في ظروف غامضة!

- "المزرعة السعيدة" اللعبة الإلكترونية الشهيرة على شبكة التواصل الإجتماعي فيس بوك، بلاغات تصل مقرَّات الشرطة في غزة مفادها أن أحد الأصدقاء سرق "خروف" من مزرعتي .. وبعد اعتقال المتَّهم اتضح أن المزرعة إلكترونية ..
وجاء في نفس السياق أن عراكاً نشب في إحدى العائلات بمدينة غزة  على خلفية المزرعة السعيدة وقد تطور الشجار إلى حد الاشتباك بالأيدي بين شقيقين الأمر الذي حدا بالجيران بالتدخل وفض العراك الذي جرى ..

- في لقاء صحفي عبر فضائية النهار، هنية : الشهيد ياسر عرفات هو من منح الضوء الأخضر لإنطلاقة الإنتفاضة الثانية ..
اسماعيل هنية واقف الآن على رمزون الشعبية بيغير في ألوان الرمزون! المشكلة إنو المجاري طافة .. والريحة طالعة ..  والزحمة مغطية عليا وانا مش عارفة اشوف!

يقول أحمد مطر :
قادتنا أنصاب
أشرفهم نصَّاب!
في حربهم نُصاب
ومالنا نِصاب!

- أما الآن مع الصيحة الدارجة هذه الأيام :  
1- وأنقل لكم الخبر نصاً " أكدت حركة 'فتح'، على ما صرح به عضو اللجنة المركزية عزام الأحمد، حول موضوع تأجيل تشكيل حكومة التوافق الوطني، وبأن هذا التأجيل جاء استجابة لطلب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وأن رئيس السلطة 'أبو مازن' قد وافق على هذا الطلب
وفي نفس اللحظة :
2- القيادي في حماس صلاح البردويل : عباس من طلب تأجيل الحكومة وحماس ليس لديها شروط على إعلان الدوحة .
( شكلهم متفقين علينا هههههه!) 

- أفيخاي أدرعي على حسابه على تويتر : 25 صاروخ اطلق على الاراضي الاسرائيلية من قطاع غزة منذ بداية شهر شباط. ليكون واضحا اننا لن نتسامح مع هذا الوضع ..

هذا أعزائي المستمعين موجز حصاد اليوم .. 
ننتقل الآن للحديث عن جنازة الشهيد طلعت رامية الذي استشهد أمس في مواجهات مع الاحتلال على جاجز قلنديا الواصل بين مدينتي القدس ورام الله وسط الضفة الغربية.. بالإضافة إلى تذكيركم بأنه داهم البارحة عدد من الجنود الإسرائيلين المسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة، وقد فتحت جبهتين إحداهما في باحات المسجد الأقصى والأخرى في الخليل، حيث منعت طواقم الإسعاف من نقل المصابين .. وقد وصفت هذه المواجهات بأنها الأعنف بين الفلسطينين والاسرائيليين في المسجد الأقصى .. وخلال ما لا يزيد عن نصف ساعة كانت حصيلة الجرحى ما يقارب 70 جريحاً!!

أما ردة الفعل هنا في غزة كانت بالمختصر (بدون ردة فعل) بالإضافة إلى باقي المستجدات اليوم .. يبدو أن غزة الجميلة أصبحت أكثر وضوحاً الآن!
أما جدول أعمالنا هنا ..
فكما قال أيضاً أحمد مطر :
 هكذا أقسم يومي :
ست ساعاتٍ .. لهمي
ست ساعاتٍ .. لغمي
ست ساعاتٍ .. لضيمي
ستُّ ساعاتٍ ..
لهمي ولغمي ولضيمي!
لحظة واحدة من يومي التالي .. 
لكي أبدأ في تقسيم يومي ! !

!

الخميس، 23 فبراير 2012

مجزرة الحرم الإبراهيمي .. 1994




طفلٌ نبتت بين أصابعهِ النار .. 
أيتها الخوذات البيضاء حذار من طفلٍ نبتت بين أصابعه النار

كانوا يخبروننا حين كنَّا صغاراً، بأن قلوبنا بحجم قبضة أيدينا وأنه كلما كبرت هذه القبضة كبر قلبنا الصغير معها شيئاً فشيئاً.. لكن نحن كبرنا قبل ميعادنا بكثير وبعضنا لم يتسنَّ له أن يقيس قلبه لأنه فقد يده وبعضنا لم يقسه لأنه فقد قلبه! ومن هنا بدأت قصتنا التي كتبناها قبل أن تنتهي خشية أن نفقد ملامحها كما فقدنا ملامحنا.. كان والدي ينفض سجادة صلاته قبل أن يذهب للصلاة في الحرم وكان يسألني دائماً كم صار حجم قلبي ؟ وكلما كبر قلبي قليلاً واتسع كان يضيف قرية من فلسطين إليه ( إم التوت، العيسوية، عطّارة، جماعين، العوجا، دير غزالة، الشهداء ... ) لم أعتد منذ طفولتي المشاهد الدرامية ولن أباشر الآن بوصف حنان أبي وأخبركم كيف مات وأكرر على مسامعكم حكايا جدي التي حفظناها فما عادت تقشعر أرواحنا وتخشع لها! نحن كبرنا ما يكفي وقد شقت النائبات في جلودنا ألف طريق وحفرت مليون مستعمرة، وحين تمرَّغ الألم فينا بعنا جلودنا إلى الروؤساء كي يصفقوا لنا ويمدحونا ..
حالنا ليس كما يظن العالم، نحن لا نتحسس رؤوسنا كل لحظة، ولا نبكي طوال الليل خوفاً من القصف.. لم تتوقف الإمدادت هنا ولم يمت أحد منا من الجوع بعد.. لا نذهب إلى المدارس وأقدامنا غارقة حتى أخرها في مياه الأمطار والمجاري، ولا نتعلم في مدارسنا كيف نحارب اسرائيل أو نوقفها، بل وينتهي عمل مادة الوطنية (الفقيرة جداً والملفقة جداً) ما أن ننتهي من المرحلة الأساسية وننتقل إلى الثانوية العامة ونختار حينها فيما إذا كنا سنهجر الوطن والتاريخ في علومنا أم نلجأ إلى التاريخ والوطن الملفق!
نحن فقط فقدنا الثقة التي يشعر بها غيرنا من الأشخاص تجاه المستقبل الآتي بل والثانية الآتية، حين تحدث مجزرة تحدث مجزرة، حين لا تحدث .. لا تحدث، وبين هذا وهذاك نعدُّ نحن على أصابعنا عدد الضحايا ونقيس حجم قلوبنا ونرى في كل اصبع ينهش كيف يتقلص قلبنا معه وتتلاشى معه القرى وتزيد المستعمرات! صدقوني نحن : ننتظر ونترقب مجزرة جديدة ..
في الخامس والعشرون من شباط للعام 1994 من الشهر الفضيل وفي يوم الجمعة المبارك، قام طبيب يهودي يدعى باروخ غولدشتاين و هو من سكان مستوطنة كريات أربع وكان قد تتلمذ في مدارس الإرهاب الصهيوني على يدي متخصصين في الإرهاب من حركة كاخ الإرهابية وكان غولدشتاين معروفا لدى المصلين المسلمين حيث كان في كثير من الأوقات يشاهدوه وهو يتبختر أمام المصلين الداخلين والخارجين إلى الحرم الإبراهيمي، بالتواطئ مع عدد من المستوطنين بالإعتداء على المصلين في الحرم الإبراهيمي بإطلاق النار عليهم أثناء أدائهم صلاة الجمعة وكانت يومها المجزرة التي خلَّفت 50 شهيداً وجرحت 349 أخرين بعد أن أفرغ كل ما في داخله من حقد عليهم!
لم تكن الأولى ولا الأخيرة بالطبع، هذه المجزرة ورّثت لدى جميع اليهود ذلك الشعور الذي نشعر به نحن الفلسطينين حين نبشَّر بنجاح عملية استشهادية قد أدت إلى مقتل عدد لا بأس به من اليهود وهو بطبيعة الحال رقم أحادي بسيط تكفي أصابعنا العشر (إن وجدت) لأن تحصيه وحدها! أخبركم عن الشعور الذي يتولد لدينا، المزيج من الغضب والسعادة والثورة معاً، أمور لطالما كانت تنتهي ما أن نعود لمشاغلنا اليومية، الغبطة التي يولدها النصر المؤقت أيضاً، كان عادياً ومؤكداً أن جميع اليهود سيعيشون الموقف ذاته، ويخيَّل لهم لو يكونوا جميعهم أبطالاً كهذا الباروخ! 
بعد هذا كله، وأمام العالم كله بل يكفي أنه أمامنا نحن، أغلق الحرم أشهراً طويلة، واغتصب أكثر من نصف الحرم وحول إلى كنيس ليصلي فيه اليهود الذي حدثتكم عنهم قبل قليل، هؤلاء الذين يحلمون بإنجاز كهذا .. وضعت الحواجز في طريق المسجد ومنع المسلمون من من دخوله والصلاة فيه بسهولة كما كانوا سابقاً ..
أود أن أذكركم بحديث شريف عظيم يقول فيه صلوات الله وسلامه عليه : " لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم" .. وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم " .. 
ما أقوله هنا أنه ليس المهم أن المسجد قد اغتصب وقلَّت مساحته، ليس البناء، ليست الحجارة هي ما تحيينا نحن .. إنها الدماء التي تراق، هي التي يجب أن نبكي عليها أولاً، كيف صار دمنا ماءاً رخيصاً، أصبحنا نغالي ونقول لا بأس! أصبح واحداً أو أربعة أو عشرة لا يؤثرون كثيراً ولا يغيرون شيئاً ..
ليس علينا أن ننتظر مجزرة أخرى، لا أعلم ماذا علينا أن نفعل! وأنتم كذلك لا تعلمون .