الجمعة، 16 مارس 2012

راشيل كوري | Rachel Corrie

follow your dreams, believe in yourself and don't give up. Rachel Corrie 
تتبع أحلامك .. آمن بنفسك .. ولا تستلم ! راشيل كوري .
 من وقت لآخر، تزداد الفجوة بيننا وبين حقيقة ما نعيشه، وإن كانت توقظنا من أحلامنا البيضاء صواريخ أو اشتباكات، لكن الاعتيادية جعلتنا أكثر قابلية للعودة وكأن شيئاً لم يكن! كثير من الناس يتمنى لو يستطع أن يترك ما وراءه وكأنه لم يحصل .. ولكننا يجب ألا نكون من هؤلاء الناس على أية حال، نحن بحاجة لأن نتذكر كل شيء كل شيء كل شيء! 
لذا قمت منذ فترة بإحضار أجندة وتحويلها إلى سجل الأحداث والاتفاقيات والحروب والمجازر التي مرت على الشعب الفلسطيني مذ وقعت بريطانيا أسفل الورقة وأقرت للعالم بأكمله بأن إسرائيل ليست شعباً بلا أرض، بل نحن وحدنا (شعبٌ بلا أرض) .
السادس عشر من آذار لعام 2003، باتجاه يدي اليسرى أعلى الصفحة توجد ذكرى مؤلمة ومخجلة تنتظرني .. لن أحدثكم عن راشيل لأنكم سمعتم عنها كثيراً وأنا على يقين من ذلك، سأتحدث عن الصوت الذي تركته راشيل داخل كل إنسان حول العالم، راشيل التي كشفت غطاءاً ثقيلاً حين استطعنا أن ندرك أن الأمر لا يتعلق بنا نحن فقط، بل يتعلق بكل إنسان حقيقي وأن ندرك أيضاً بأنه لا يوجد مكان في العالم كله يمكن لأمريكا أن تتجاهل وتغلق قضية كهذه فيه إلا إذا حدثت داخل اسرائيل! فليس غريباً ولا مفاجئاً أن نرى ما نراه كل يوم ولا نجد من يتكلم!
كلامي وكلام أصدقائي وكل من كتب عن راشيل هذا اليوم أو قبله ليس كافياً لنشعر بحقيقة هذه الحادثة، لنشعر بالإنسانية داخل راشيل ونفهم الرسالة التي أرسلتها لنا نحن .. أنا على يقين بأنها لم تجد وسيلة أصدق وأقوى من هذه الوسيلة لترسل صوتها إلى العالم، كانت شجاعة جداً ونحن جبناء جداً لنملك "ضعفها حتى" ..
راشيل التي جاءت إلى فلسطين ضمن حركة التضامن العالمية أرسلت إلى والديها بريداً إلكترونياً تقول فيه : " لقد أمضيت أسبوعين وساعة حتى الآن في فلسطين، ولا أجد إلا عدداً قليلاً من الكلمات لوصف ما أرى، فمن الصعب لي أن أفكر فيما يحدث هنا، عندما أجلس لأكتب للولايات المتحدة شيئاً عن البوابة الافتراضية للرفاهية. لا أعتقد أن الكثير من الأطفال عاشوا بدون قذائف الدبابات وثقوب جدارن منازلهم، وأبراج جيش الاحتلال التي تراقبهم عن قرب من الآفاق، وأعتقد على الرغم من أني غير متأكدة تماماً، وأنه حتى أصغر هؤلاء الأطفال يفهمون، أن الحياة ليست دائماً على هذا النحو في كل مكان ."
عندما قُتلت راشيل كانت تحمي بيت طبيب، وكانت تعرف أطفاله الثلاثة وزوجته وكانت مثل ابنة هذه العائلة، وكان قد جاء دور منزل هذا الطبيب ليهدم أثناء الحرب التي كانت تغطي منطقة سكنية فيها أطفال ونساء كما عايشنا جميعاً!
ومثل كل الأشياء التي لا تقدر بثمن سُلبت راشيل الحياة، والأصح أن أقول بأن الحياة قد سُلبت راشيل. كانت تركض نحو حقل أخضر تخلله منازل جميلة قد بدأت جرافة الاحتلال بهدمها واقتلاعها، كانت تريد أن تدافع عن الأرض كما نريد نحن جميعاً، ولكن الفرق أنها قد دافعت فعلاً عنها وركضت نحو الجرافة لتوقفها وتحمي منزلاً أخيراً تبقى! رأت الغربان تنهش عيون الحمام في وضح النهار بكراهية ووحشية، ورأت أن هؤلاء أنفسهم الذين يبصقون علينا قذائفهم ويحولوا الأطفال إلى دماء، كيف أن العالم كله يقف إلى جانبهم ويساندهم، رأت الذئاب القاتلة تهيم على وجوهها وتطلق النار في وجوهنا وتحطم الأسقف على رؤوسنا ويقف العالم بأسره يهلل لهم! ورأت هذه العيون ملقاة في مقابر الموتى في حين أن الطيور الجارحة تنمو بدانتها أكثر وأكثر وهكذا ألقيت هي بينهم وما زال العالم يهز في رأسه لهم ويدير رأسه لنا!َ


راشيل أيتها البطلة .. لو يملك كل واحد منا نصف شجاعتك لكانت فلسطين الآن لنا .. ولكنت سعيدة جداً حيث السماء!  ارقدي بسلام.