همس الشهيد :
يا أصدقائي ، تنَحَّوا قليلاً
زائرُ الحربِ قد أطلّ عليكم
لقدْ قطَّعوا كلَّ الشجر
حاصروا مدينتنا
صففنا في العراء
وقتّلونا واحداً واحداً ،
فما كان منا إلا أن ندفن أنفسنا بأنفسنا
ونغني للرحيل .
لن يهرب البرد منا
ولن ينبت الدفء من تشققات هذه الأرض ..
هاهم آخر الناجين :
زمن تصدأ ،
وحفرة مهجورة ..
وياسمين مروّى بحزن الغيوم
وحفاة على أبواب مقبرة فاضت بالنحيب !
***
سُكب كل اللؤلؤ على أرض المذبح ،
وأخذوا ما تبقى من حناجرنا
وتركوا لنا ذاكرة مهترئة
مليئة بالقش والغبار
وأعمدة البيوت والحجارة
كلها بقيت لنا ،
حتى الحنين إلى غدٍ بعيد
والأحلام ، و الأمنيات
كلها كانت لنا ،
المئذنة ،
وصوت تلقُّفِ الموت البعيد
أسفل الجبل ..
وزرعٌ فتيٌّ يبكي زارعاً
قد ضل جذر الأرض
قلّب كفيه على رزق تاه في الطريق .
***
وها أنا بنصف جسد وروح واحدة
أتلحفُ كل ما يمرُّ أمامي
أمتشق ظلي الذي لم أعد أراه
أفكر في موتي
الذي أعلن عنه قبل ساعات
ولم يجيء .
***
قل للأحبة القادمين من وراء هذا السفح
أن موتاً حراشياً قادماً
سيهوي بهم إلى قاع المقبرة ،
فعودوا والتحقوا بركب السائرين إلى القرارة
وانسوا ضباب مدينتكم
وحنينكم الزائف إلى الوطن ..
عودوا ،
قبل أن تُصفى غنائم المعركة الأخيرة ،
وتكونوا من نصيب الجباة
وتجاهلوا أحلامكم ،
فأنتم أحياء ، ثاملون بهذه الدنيا
لا تعرفون السكينة ولا السلام .
***
عثَّت وجوهنا
حين مررنا على رماد الزعتر ،
تراقص الهواء في الفراغ الطلق
وعطسنا كل ما انتشقناه
من ثورة وإيمان ..
مضى الشهيد يقول :
أعليهم أن ينقلوا نعوشنا
نعشاً نعشاً ،
لكي ندرك أننا كنّا أحرار كالفرَاش ،
ونوقع أغنياتنا على حدود الوطن !
***
كيف سنحمل أرواحنا ونجهش بالبكاء
هل تسقط الأدوار على المسرح ،
ألن تبكني أمي ، وحبيبتي
والياسمين المعلّق على سياج حديقتي
من ذا يحمل نعشي معي ،
ويبكي علي ؟
ومن يؤرقني وأنا أفترش التراب
بدعاءه وبكاءه ، ثم يشيح و يرحل .
ها أنا أحرر روحي وأجيء مني إلي
سألتقي بجسدي ..
لا أدري كم من الوقت أحتاجُ
لأعرفَ جسدي ،
وكيف سأمتطيه
وأكفّن نفسي
ثم أسير وحيداً إلى المقبرة
في وحشة الظلام المكدس
على وجه السماء ،
وفي أغنيات الأقوياء ..
***
مؤلم أن ننسج أنفسنا
من انتظار انتهاء المعركة .
نحن لونُ تسربل الشغفِ
أحرارٌ نحن ، حتى في أوج استعبادنا
نحتكر السنابل حينً نفرط في الهوى
لا شيء نحن ،
أكثرُ من عطر منشيٍ خدلٍ
ينسلُّ من قوسِ قزحْ .
نحن لن نُدفنَ في الأرض البورِ
وسنهرب من الرحم المموه
المفضوح في العراء ،
ونجتاز قبورَنا
لا تتعجل ،
إن الموتَ مندفع كنبتةٍ هدباء
على كتفي خيل في سباق .
يا أصدقائي ، تنَحَّوا قليلاً
زائرُ الحربِ قد أطلّ عليكم
لقدْ قطَّعوا كلَّ الشجر
حاصروا مدينتنا
صففنا في العراء
وقتّلونا واحداً واحداً ،
فما كان منا إلا أن ندفن أنفسنا بأنفسنا
ونغني للرحيل .
لن يهرب البرد منا
ولن ينبت الدفء من تشققات هذه الأرض ..
هاهم آخر الناجين :
زمن تصدأ ،
وحفرة مهجورة ..
وياسمين مروّى بحزن الغيوم
وحفاة على أبواب مقبرة فاضت بالنحيب !
***
سُكب كل اللؤلؤ على أرض المذبح ،
وأخذوا ما تبقى من حناجرنا
وتركوا لنا ذاكرة مهترئة
مليئة بالقش والغبار
وأعمدة البيوت والحجارة
كلها بقيت لنا ،
حتى الحنين إلى غدٍ بعيد
والأحلام ، و الأمنيات
كلها كانت لنا ،
المئذنة ،
وصوت تلقُّفِ الموت البعيد
أسفل الجبل ..
وزرعٌ فتيٌّ يبكي زارعاً
قد ضل جذر الأرض
قلّب كفيه على رزق تاه في الطريق .
***
وها أنا بنصف جسد وروح واحدة
أتلحفُ كل ما يمرُّ أمامي
أمتشق ظلي الذي لم أعد أراه
أفكر في موتي
الذي أعلن عنه قبل ساعات
ولم يجيء .
***
قل للأحبة القادمين من وراء هذا السفح
أن موتاً حراشياً قادماً
سيهوي بهم إلى قاع المقبرة ،
فعودوا والتحقوا بركب السائرين إلى القرارة
وانسوا ضباب مدينتكم
وحنينكم الزائف إلى الوطن ..
عودوا ،
قبل أن تُصفى غنائم المعركة الأخيرة ،
وتكونوا من نصيب الجباة
وتجاهلوا أحلامكم ،
فأنتم أحياء ، ثاملون بهذه الدنيا
لا تعرفون السكينة ولا السلام .
***
عثَّت وجوهنا
حين مررنا على رماد الزعتر ،
تراقص الهواء في الفراغ الطلق
وعطسنا كل ما انتشقناه
من ثورة وإيمان ..
مضى الشهيد يقول :
أعليهم أن ينقلوا نعوشنا
نعشاً نعشاً ،
لكي ندرك أننا كنّا أحرار كالفرَاش ،
ونوقع أغنياتنا على حدود الوطن !
***
كيف سنحمل أرواحنا ونجهش بالبكاء
هل تسقط الأدوار على المسرح ،
ألن تبكني أمي ، وحبيبتي
والياسمين المعلّق على سياج حديقتي
من ذا يحمل نعشي معي ،
ويبكي علي ؟
ومن يؤرقني وأنا أفترش التراب
بدعاءه وبكاءه ، ثم يشيح و يرحل .
ها أنا أحرر روحي وأجيء مني إلي
سألتقي بجسدي ..
لا أدري كم من الوقت أحتاجُ
لأعرفَ جسدي ،
وكيف سأمتطيه
وأكفّن نفسي
ثم أسير وحيداً إلى المقبرة
في وحشة الظلام المكدس
على وجه السماء ،
وفي أغنيات الأقوياء ..
***
مؤلم أن ننسج أنفسنا
من انتظار انتهاء المعركة .
نحن لونُ تسربل الشغفِ
أحرارٌ نحن ، حتى في أوج استعبادنا
نحتكر السنابل حينً نفرط في الهوى
لا شيء نحن ،
أكثرُ من عطر منشيٍ خدلٍ
ينسلُّ من قوسِ قزحْ .
نحن لن نُدفنَ في الأرض البورِ
وسنهرب من الرحم المموه
المفضوح في العراء ،
ونجتاز قبورَنا
لا تتعجل ،
إن الموتَ مندفع كنبتةٍ هدباء
على كتفي خيل في سباق .
غفوة على أهداب الموت ... أحببتُ هذا العنوان
ردحذفكما أحببتكِ أنتِ
رنا عزيزتي /
ردحذفكم يختلف الأمر حينَ يتعلق بنا
كنت خير رفيق وصديقة ، في كل الأمور المشتركة بيننا
وكل الاهتمامات - أرى فيكِ فتاة أكبر بكثير من نفسها ومن الحياة وحتى من الموت .
لربما هكذا إنتهت أمسيتنا
بعض الصور ، والكلمات ، والأفكار الكثيرة جداً جداً
لكن شيئاً ما أقوى بكثير سيبقى عالق بيننا
ولن يتغير شيء سوى فيزياء طاغية .
كوني بخير دائماً
وكوني دائماً كما أراكِ ..
رائع يا هبة جميل جدا
ردحذفاعشق المقطع الذي يقول
وها أنا بنصف جسد وروح واحدة
أتلحفُ كل ما يمرُّ أمامي
أمتشق ظلي الذي لم أعد أراه
أفكر في موتي
الذي أعلن عنه قبل ساعات
ولم يجيء .
تقدمي وللامام سر ...-_*
سطور سحرتنا .. و معاني أغرقتنا
ردحذفبروعتها .. سلمت يداااك ♥
..
هديل يا جميلتي، كم أعشقك أنتِ :)
ردحذفصديقتي، وجودك له سحره أيضاً :)