الاثنين، 31 ديسمبر 2012

شكراً ..


لم أستطع سوى أن أشارككم هذه اليوميات التي وجدتها على هاتفي القديم قبل أيام، بعض الأشياء حين نسترجعها بعد زمن تبدو وكأنها لم تمر بنا أبداً .. لكن انكارها سيكون قمعاً لأشياء كثيرة أخرى وجميلة في نفوسنا ..
من مذكرات31 كانون الأول 2011 :

" في غير بيتي أرتب بعض الأحلام/ نحن لا نبتعد عمن يغلفون قلوبنا إلا إذا خانتنا الأيام وتأخر الميعاد ساعات طويلة، أشتاق لماما وبابا وهلا واخوتي كثيراً ولبيتنا ولمكتبي وللكسل الذي يصيبني هناك .. ربما صحيح أن النشاط الزائد يأتينا ليكمل حلقات مفرغة! لننسى أنه من المفترض أن يدفئنا الحب قبل أن نتدثر بالبطانيات الباردة ..  أصابني شعور غريب حين سجدت سجود العشاء الأخير لهذه السنة .. مصابة أنا بحمّى الأمنيات وفي السجود ندنو من خالقنا ونتلعثم عظمة ونبكي كثيراً لأننا متطلبين .. لأننا نطمع كثيراً به ونجده دائماً فنخجل ولكن يقيناً نعلم أنه سوف يلبينا .. نتمنى لو يتوقف الزمان هنا .. هنا فقط حيث لا نخاف ولا نهاب سواه .. حيث ننسى هذه الدنيا تماماً!"

" ...رغم أن البرد قاتل في الغرفة التي أجلس فيها في بيت جدي، لكنه سرعان تلاشى حين ذهبت إلى غرفته ورأيت جدتي وهي تعتني به، لقد صنع هذا المشهد ليلتي التي من المفترض أن تكون مختلفة ولو قليلاً .. الله يشافيك ويعافيك يا سيدو يا حبيبي."


"...لا أريد أن أكون سوى متفائلة ربما لأنني لا أعرف كيف أتحرر من هذا الشعور! لن أنكر أنني متحمسة جداً لألفين واثنى عشر، أشعر بأن بعض البشارات ستكتمل فيها حتى تحلو معها بقية السنين، ولن أطلب من الله سوى أن يجبر خاطري ويعافي جدي ويجلب الخير الوافر لأهلي وأحبائي جميعاً .. كل عام وأنتم بخير رغم أنه لا أحد يسمعها الآن .. لكن كل عام وأنتم بخير يا أصدقائي :) "

توفيَ جدي في مارس 2012 .. سافرت والدتي في نيسان 2012 قرابة الشهر لإجراء أكثر من عملية .. انقلبت كل الموازين في يوليو 2012 موازين السعادة والقوة والحماس والتفاؤل. تخطانا الحزن .. تغلب علينا الدمع وسكن صدورنا الوجل .. رغم كل هذا كان لألفين واثنى عشر أثراً آخر لن يغادرني أبداً .. أثر طيب جميل والنفس تهوى الجميل حتى ينسيها كل ألم ..
شكراً لكل من صنع طيباً من رماد الحرائق التي نشبت داخلنا .. شكراً لكل من كان جانبي في أشد أيام تلك السنة حلكة وجمالاً أيضاً .. شكراً لكل من أحبني وشكراً لكل من سامحني وشكراً لكل من منح وشكراً لكل من دعى في ظهر الغيب وشكراً لكل من أخلص .. شكراً لمن غيّر أشياء كثيرة .. وساعدني لأحتفظ بأجمل الأشياء داخلي ولا أفقدها .. شكراً لكل من سيبقى في 2013 .. شكراً لكم جميعاً يا أصدقائي :)

هناك تعليقان (2):

  1. هبة الراقية، لولا أننا نملك قلوبًا تحب أن تكون مؤمنة وتسعى إلى الإيمان لعشنا ضنك الحياة وقسوتها، كل ما يمر بنا لنا، وكل ما يصيبنا لنا، وكلما حاولنا أن نجتاز محنة ابتلانا الله بأقوى منها، ليختبرنا، كلنا ندرك أن الحياة دون "الأمل" لا تستمر، قد نشعر في لحظة ما أنه شيء مخادع يُمرِر الساعات الضيقة بهتانا، لكن نبينا عليه السلام وصانا به .
    هبة ، كل عام وأنا أحبك .

    ردحذف
  2. " في غير بيتي أرتب بعض الأحلام/ نحن لا نبتعد عمن يغلفون قلوبنا إلا إذا خانتنا الأيام وتأخر الميعاد ساعات طويلة،

    رائعة بحق :)

    ردحذف

أسعد بكم :)