الأحد، 29 أغسطس 2010

لعله خير!




لم نتحدث منذ فترة ، غيابي عن مدونتي كان طارئاُ جداً ، وشكل لديَ ما أسميه ربما ما يشبه الكبت ، ولكنه ليس كبتاً ، مؤخراً لم تعد الأفكار تنزلق فجأة وألقيها مباشرة في مدونتي ، ولم يعد شيئاً يستحق المشاركة والكتابة ، ربما مواطنة غزاوية لها الكثير مما يثير البعض لقرائته واستطلاعه ، لكنها أبسط من ذلك بكثير ، ربما أيضاً أحاديث الكهرباء ، والزبالة المتعفنة على أبواب بيوتنا ، والآلة الضخمة العاجة بالتروس وما يسمى بضوضاء المواتير عوضاً عن تلويثها لرئتيها المرهقتان ، أحاديث يجمع الكثيرين على أنها لزيزة ومش تقليدية ، ربما لأنها لا تتكرر في كثير من البقاع .. ، تجتمع حكومة فاسدة مع شعب جائع ممكن ، وتجتمع مجزرة مع محتل غير انساني أيضاً ممكن كثيراً، لكن لا يجتمع حصار خانق مع مواتير كهربا :) ، إلا هنا بجعبة حكايانا ، كنت اليوم في دورة لي ، قال فيها أستاذي في مداخلة بسيطة عن أمر ما ، أننا شعب الـ " لعله خير " ، وصدف انها قصة قديمة معروفة إلا أنني أنا بالذات بدون من في القاعة لا أعرفها ، وبالطبع أنا أجلس في الصف الأول ويجب أن أهز رأسي واعتبر نفسي أعرف هذه القصة ، وأحمد الله قبل أن أقع في أي احراج أخبرتني صديقتي بملخصها ، المهم في الأمر ، أن هذه الكلمة علقت في ذهني كثيراً ، وكان مفهومها أننا شعباً يختلق باستمرار العذر لكل شيء بنسبه للقدر والقضاء ، وبالتأكيد أنا لا اعترض على القضاء والقدر ، ولكنني انتهر فرصة التنويه لأمر هام بات خانقاً وجلياً بيننا ، أمور مؤلمة تسكن آطباعنا ، وحياتنا كلها وانتظارنا المقيت لكل نهاية ، كالجلاد لم يترك في جسدي موضعاً لم يجلده ، أحب المشي لأنني أقرأ روايتنا فيه ، روايتنا التي اعتادت على الألم ، أرى في كل زاوية من بلادي حكاية ، وأسرة أخرى فقيرة ، أخشى أني بت أتوق لنهاية هذه الرواية ! 

هناك 4 تعليقات:

  1. - قصة وعظة بليغة : " لعله خير"
    يروى أن ملكا كان له وزير حصيف له فلسفة في الحياة
    " أن كل شيء يقدره الله خير "
    فخرج معه ذات يوم في رحلة صيد برى
    وعندما حان وقت الغذاء تناول الملك تفاحة
    وأخذ يقطعها بالسكين فانفلت منه السكين على إصبعه فجرحه
    فقال الوزير : لعله خير
    فرد الملك غاضبا : وأي خير في ذلك أيها الأحمق ؟
    ثم أمر به فأدخل السجن
    في اليوم التالي خرج الملك للصيد وحده دون الوزير
    وظل يتبع أرنبا بريا حتى وقع في وسط قوم يعبدون الأصنام
    وكان هذا اليوم هو يوم تقديم القرابين فلما رأوا الملك قالوا: هذا سمين يصلح قربانا فأخذوه ليكون قربانا ولما عرض على الكاهن قال: لا يصلح قربانا لأن بإصبعه جرح فتركوه فانطلق مسرعا وقد نجا من شر ميتة فكان أول شيء فعله أن أطلق وزيره من سجنه وقال له : لقد كان قطع اصبعى خيرا عظيما فقد نجاني الله به من شر ميتة
    ولكن أي خير في أنى سجنتك ؟
    فقال الوزير : خير والله يا ملك عظيم فلو كنت معك لأخذوني أنا قربانا للأصنام




    وما الجديد ؟!
    عن نفسي تأقلمت مع الوآقع وما عاد شئ يدهشني في هذه البلاد
    وهذا كله لأني متيقنة أن مابعد ضيق الا الفرج ، وما تشعرين به ماهو الا انسانيات طائشة بداخلك

    وربمـــآ ....
    لعله خير .. :)
    رنيـ مآزن ـم

    ردحذف
  2. علينا أن نتاقلم مع كثير من الأمور ، عدانا ان لا نكون تقليدين بالطبع ، لكي نعيش اطول ! حجم التضحية كبير (ههه) ،

    بالفعل ما بعد ضيق إلا الفرج ، ايماننا بالله وبما املته علينا فطرة الدنيا الواضحة واجب جداً ..

    تخبرينني صديقتي بطيش في داخلي ، يقتلني هذا الطيش !

    بالمناسبة رنيم من اخبرتني انها قصة تتعلق بملك وخادمه :) ، انرت بيتي الصغير بتواجدك فيه :)

    ردحذف
  3. قصة حلوة يا رنيم كتير ،
    هههه
    كتابة رائعة يا هبة توصف حالتنا التي
    لعلها خير ههههه
    أصبحنا نستطيع العيش دون أي شيء و مع أي شيء لأننا خلص صرنا بنستحمل أي شيء
    قولو يارب

    ردحذف
  4. يااااااااااااااااااااااارب :'(

    ردحذف

أسعد بكم :)