الجمعة، 3 سبتمبر 2010

هذيان الليل والمطر ..

كانت الساعة تقارب الخامسة صباحاً ، في ليلة الثالث والعشرون من رمضان وكنت قد بدأت طقوس نومي لأرحل بهدوء قبل أن أعود ، أكثر ما كنت اشتهيه حينها كوب بارد من الماء ، وللأسف كان وقت السحور قد مضى ، تركت جهازي مفتوحاً وبدأت رحلة الغياب بشكل أبطئ من المعتاد ، كنت مليئة بالسعادة الكافية لحرماني من النوم رغم عطشي الشديد ، فقد كانت ليلة الاعتكاف مثمرة ورائعة وباردة و دافئة وطيبة جداً ، اقتربت من النوم قبل أن تهذي أذناي بصوت دبيب لطيف على الأرض ، بشكل موسيقي لم أسمعه منذ الشتاء الماضي ، كنت أظنها تهذي ، كان الجو بارداً رغم أن اغسطس انتهى منذ أيام ، ابتسمت بهدوء واحتضنت مخدتي وتركت شعري ليمنحني دفئاً ونمت بسلام ، غير أنني لم أتوقع مطلقاً أن يتم إيقاظي الساعة العاشرة صباحاً ليخبرني حسام الصغير بأن اليوم لدنيا عزومة ، بالطبع كان هذا جالباً للنرفزة أكثر من أي شيء آخر ، ليس العزومة بالطبع إنما ايقاظي الساعة العاشرة ! ، اعترف أنني كسولة لكنني نمت متأخرة كثيراً ، لا يكفيني بعدها 12 ساعة نوم ، غير محبتي الشديدة للنوم بالوراثة ، حسناً " صحينآآآآآآآ يوووووف" ، بصراحة تجرأت ونظرت لنفسي بالمرآة وكنت لم اختلف عن قبل 5 ساعات وكأنني لم أنم حتى ، لا عينان منتفختان ولا شعر منكوش ، ولا حاجبان منقعدان من شدة الغيظ ، بهدوء غير معهود ساعدت أمي في البيت ونمت ساعة أخرى ثم خرجت لسبيلي الساعة الثانية عشرة ، جلست في حلقة لطيفة جداً وكنت قد اشتقت لها كثيراً مع صديقاتي ومعلمتي الجميلة ، اجتمعت بهن في نشاط سابق ، واتفقنا أن نرى بعضنا وانا تأخرت ساعة ونصف ، وصلتهم في حالة استفزاز مخيفة ، فلقد" التطعت في الشمس " أكثر من نصف ساعة ، بسبب زحام السيارات وشدة الحر ، قالوا صدفة أنه في الليلة السابقة أمطرت الدنيا مطراً خفيفاً .. اجتاحتني موجة بردٍ منعشة أعادت الدم إلى وجنتي ، وتذكرت الدبدبة اللطفية التي سمعتها وظننتها هذيان .. وكانت مطراً ، مطراً أعشقه وأشتاقه بجنون ! 

هناك 6 تعليقات:

  1. قديش بحب السياسة وعلم النفس والفلسفة والمنطق والجغرافيا السياسية وعلم الميتافيزيقيا.. ولكن أعترف بعشقي للرواية والأدب والقصة القصيرة والنثر فجميعها غذاء للروح..
    خطك جميل جدا وروحك رائعة بهذاالإحساس المفعم بالعاطفة يأخذني إلى العالم الذي أشتاق إليه..
    فعلا هدئتي من روعي ولطفتي الأجواءواحسستني بالروحانية..!

    احترامي

    ردحذف
  2. عمو مقلوبة :) منور والله

    بتعرف أني سعيدة جداً أنني استطعت ذلك ، ظننت أن لا أحد يستطع التهديء من روعك قليلاً أيها الثائر ..

    ردحذف
  3. وحتى قربي من النهاية ظننت أنها ستكون مجرد مذكرات، ولكن وبعد الانتهاء عرفت أنها أحاسيس جميلة تتدفق في سلاسة في اللفظ والمعنى...
    أسلوب جميل، وبالتوفيق

    ردحذف
  4. أهلين هبوش
    أكيد الوراثة مني أنا
    ههههههههههههههههههه
    أنا بحب النوم

    كتابة رائعة دمتِ متألقة يا هبة

    ردحذف
  5. هههههههههه
    والله يا رنوشتي
    احنا كتير وارثين من بعض حجات ببقى بقلك ياهم ع انفراد :P هههه

    تسلمي لقلبي

    ردحذف

أسعد بكم :)