الأحد، 16 مايو 2010

عامٌ جديد .. ذكرى جديدة .. هجرة خفية !



ها هي سنة أخرى تضاف لباقي السنوات .. 61 + 1 = 62 , آلاف النكبات , سنة تلو الأخرى .. اثنان تصاحبها أخرى مقلوبة .. والذهول يهزني , !



لم يهَجّر والدي ولا حتى جدي , أنا من غزة ولدت في المدينة التي ولد فيها أجدادي .. لم تسلب مني ولم أستلم يوماً "كابونة وكالة" لكنني لا أكف عن الشعور بالسلب والفقد أشعر بأن يافا مسلوبة مني .. شاطئ حيفا مسلوب مني .. المجدل مسلوبة مني , حتى غـزة | مسلوبة مني | تحدثني جدتي اليافوية عن رائحتها وعن هوائها وعن خبزها الأبيض .. وتحدثني كم حزنت لأنها تزوجت من غزاوي فخشيت أن يكون خبزهم أسمر ولا يحبون البرتقال ! كيف ودعت بيتها وكبرت فجأةً ولم تشعر , حين غادرها شغب الطفلة وهي تحمل ما تبقى لهم من قوت ولباس .. تفرك بيدها أوراق البرتقال وتستنشقها ثم تبتسم وكأنها دواء .. تقول لي وهي بتضحك " بتعرفي يا ستي كديش بحب أشم هالريحة بترجعني لورا كتير شميها " وأنا الأخرى أشعر بنفس شعورها فأعود للوراء كثيراً .. إلى أين لا أعلم , جدتي تعود ليافا لكنني أنا أعود لمدينتي التي لم أتركها يوماً .. مع أنني أكاد أجزم أنها المدينة الوحيدة في العالم التي لا تتغير وحنائها لا تزول ..

ستي .. جرار الزيتون .. حنون بلادي .. والعسل

هناك 4 تعليقات:

  1. سحر النابلسي16 مايو 2010 في 1:43 م

    قلتها لك يوماً ما صديقتي ... حتى الخريف سنكون بانتظاره ..
    دمت لنا
    ودام تألق قلمك

    مدونتك الجديدة أشرقت

    ردحذف
  2. سحر ! أهلا يا غالية ..

    وحتى الخريف رح نستناه :)
    دمت لي ..

    ردحذف
  3. جميل ياهبة..
    وإن كنت غزية الأصل والمنشأ إلا أنني مثلك أشعر بأن فلسطين - كل فلسطين- لي وسُلبت مني
    لقد أحييتي في داخلي آلاما آمل ان تصبح يوماً مجرد ذكريات من الماضي ... 
    تحياتي

    ردحذف
  4. وانا ايضاً غزية عزيزتي :) ، و لا زالت غربة خفية تلذعني ! وتضيق علي

    لعلها ستكون كذلك ، بإذنه

    ردحذف

أسعد بكم :)