الجمعة، 25 يونيو 2010

تذكرين صديقتيــ ؟! ..



(1)
أتذكرين صديقتي ،
حين تمنينا من السماءِ 
أمنيةً جميلة ،
وأرسلتها لنا ،
وأعجبتك أمنيتي 
بعد أن أصبحت ملكَ يدي
وتخلّيت عنها لأجلكِ صديقتي
كي تهنأي ، 
وحين عصرت قلبي
كي أخرج كل ما فيه من حبٍ
وسقيته لروحك ،
كي ترتوي ؟ ..

(2)
أتذكرين ،
حين زرنا البحرَ آخر مرة سوياً
وحذرتني من عدِّ النجوم ،
وقلتِ لي 
أنها ليست بشارةُ خيرٍ 
وأصررت حينها على ذلك
فعددتيها أنتِ لأجلي ،
وقلتِ لي ، 
تلك النجمة مني لكِ 
لكن لا تحزني ؟ ..

(3)
والآن مثل الحشود المتكدسةِ
تقدمي ،
ببطئٍ صديقتي
وأعلني أن الليل خانَ
لا أنتِ ،
وقولي أن النجوم اختلطت
حينَ حاولتِ عدّها
لا أنتِ عنيتِ الكذبَ عليّ
ولا أنتِ خنتِ ،
ترجلي ،
تماماً كما فعلتِ
حين علّقت أخطائك
على صدري
وما هنتُ عليكِ ولا هنتِ .
تعاليْ صديقتي ،
وأعلني أن ذلك الحب 
الذي رويته لكِ
قد جف ،
وزهوره ذابت ..

(4)
حين أرتدي ستري الأخيرَ
صديقتي وأرحل
لن أبكي ولن تبكي ،
أو أنه ستبكي أنتِ ولن أبكي
أو سأبكي آنا ولن تبكي !
لا فرق ، فلا صوتٌ حينها
سيصل
ولا جواب ،
سيبقى للفراشات أثراً
و ألوان ،
ونَرْدُ ليالينا سيبقى
وستلقيه غيري صديقتي
لا تخشي ،
أتمنى لو تحاول أن تتلاعب بالنتيجة
خوفاً من رؤيتكِ حزينة 
إن خسرتِ النرد ذلك المساء ..

(5)
لن يفقد صوتكِ أغنيته
ولن تدفني بجانبي
لا تخشي ،
ولن تحاولي من بعدي أن تبقي
لأنك ستبقي ، 
فلا فراغٌ تركته
ولا وداعٌ معلق ،
ولا وعودْ ،
هُدرت كلها
وتخلصنا منها صديقتي
لذلك لن أخشى عليك رفيقتي
ولن تخشي ، 
ها أنا أزور البحرَ الآن 
وأعد النجوم وحدي ..
وألقيهم فيه ، 
وأمضي، حيثُ لا أنا 
ولا أنتِ .

هناك 14 تعليقًا:

  1. تشدني هذه المدونة كثيراً
    ببساطتها .. ورونقها العذب .. وموسيقاها الساحرة !

    شكراً لأنني وجدت مساحة استئناس هنا .. على صفحاتك يا جميلة ..!!

    محبة كبيرة

    ردحذف
  2. لأبدأ من النهاية ،
    محبةً أكبرَ وأكبرْ ،

    أثركِ فيها ، من أسرارِ جمالِها و أُنسها

    كل الاحترام ، :)

    ردحذف
  3. سأترك في صفحتك بصمة ... لأخبرك كم هي ساحرة بكلماتها عبيرها ....
    ويظل لذكرى دوما رحيق ننسج به أرق و أورع الكلمات تشابه هذه

    كل الإحترام
    نور مروان البردويل

    ردحذف
  4. نوور !
    وهل من نورٍ أجمل من هذا صديقتي !
    وهل أجمل من ذكراكم ذكرى ..؟

    كل الحبْ ، وجودك أبهجني :)

    ردحذف
  5. سحر النابلسي27 يونيو 2010 في 5:08 ص

    للرحيلِ حكاياتٌ كثيرة
    إحداها أن خطأً ما حصل حين رحلت! " أحد نصوصك التي لم تنشر بعد ! تذكرين ؟

    ولا زلت أقول , ريحانة القلب المهفهف من حنانك زوديني عيناك توقظ في فؤادي قصة الماضي الحزين

    أشتاق لك كثيراً , لثوراتك , لمرحك , والغربة مليمة

    نبتسم أكثر , لنعيش أطول ولا نلبس سترنا المغطى بالبنفسج ونرحل

    دمت أنت
    كلك أنت .

    سحر

    ردحذف
  6. أتعلمين،، لا يجب أن نفكر بعقولنا وحدها، فهي غالباً وليدة نفسِنا وحدها،الحق دائماً قائمٌ في عقلينِ متشاركين، حتى وإن تنازعا،،
    الأمنيات والنجوم هم أجمل حين نعدهم بصحبة نجمةٍ معنا وأمنيةٍ واثقةٍ بينة.. لكنها الأسوء حين نعدها لنهرب إليها، لا لنجلبَها إلينا..
    إحذري يا صاحبةَ الصوت الخفيض، إحذري بشدة من الغناء على القبور،،
    إن القبور تدفن روَادَها بجانب أهلها، فاحذري ،،
    أولاً و آخراً، أمسِكي على من عدَ النجومَ بجوارِك فلهم فيكِ حقٌ وفيهم،،

    ردحذف
  7. سحر ، قولي لي " أوتنسين "!؟
    كثيرون في حياتي ، أخذتهم الغربة بعيدين .. لا أدري كم من الأميال تفصلنا .. لكنهم بعيدين ولكم أخشى من بعدهم ، وأثور لشعوري بقربهم ولو قليةً أخرى .. وأؤمن أن الرحيل خطأ مهما كان .. لكنهم يعيشون داخلي قبل أن يولد الحلم ويعيش !

    الشوق موجود دائما صديقتي ..
    سأفعل :)
    دمت لي ..

    ردحذف
  8. سليم ،
    حقاً ، هي كذلك ؟ وهل نعاني العجز الكافي الذي يجعلنا غير قادرين على رؤية الحق بعقل واحد .. ربْما،،
    لا أخفيك أنهم أجمل .. أجمل بكثير حين نعدهم بصحبة نجمة معنا وأمنية .. ولا أنكر أيضاً أن الأسوء حين نعدها لنهرب إليها ، لا لنجلبها .. لعلّني سأجلبها ،

    أعدكَ أن أبتعدَ عنها ، كما وعدت نفسي سابقاً
    لكنها لحظة النفور من الروح ! يصعب على نفسك التحكم في نفسك ،


    سلّمك الله من أي أذىً ، وأبقاكَ سليم ورزقك من الخير ما يحصى بعدد النجوم ..

    ردحذف
  9. لحظة النفور من الروح هي تلك الأخيرة في علاقتنا معها،،
    لكن لازالَ فيكِ بقيةً منها،، فاحفظيها، وأودعيها كنائن الياقوت،،
    و ياقوت هذه الدنيا أهلُها،، فلا تطردي من روحكِ أحداً منها، بل احفظيهم، وشدي عليهم روحكِ، وإن أساؤوا إليكِ أوفيكِ، فاحسبيهم مصيبين وحاسبي نفسكِ أولاً، فالمرء دوماً أصل كل ما يفعل، لذلك فنحن أصحابُ البِر الأول، وأصحاب الشر الأول،،
    يقول جبران خليل جبران ، انه لن نكون بارين بالحقيقة حتى نعلم أننا نصفٌ لسبب خطيئة الآخر،،
    زينكِ الله بزينته التي يحب،، وأرضاكِ ..

    ردحذف
  10. بشأن الروح ، لا زال منها بقية .. وهي تستحق أن أحفظها أودعها ..
    وياقوت هذه الدنيا سليم ، أهلها الطيبين ، السليمين ، البسيطين ، أهلها المحببين ، من يستحقون أن نتغاضى عن أخطائهم كثيراً ولا نمل ، فنحن نحاسب أنفسنا باستمرار .. ونخشى أن نكون أخطئنا، وبالـتأكيد على الإنسان أن لا يرى نفسه كاملاً أو غير مخطئ لأن الشعور بالرضا بحده هو شيء سلبي وخاطئ ، لكن في الحياة هذه يوجد الكثير مما لا يجب .. وهو أبعد ما يكون عن رضانا عليه !
    فإن التخلي عن أمنيةٍ بهذا الجمال لأجلهم ، هو سبب كافٍ لجعلهم لا يخطئون كثيراً بحقنا ، وما أدراك بعدها ماذا يحصل .

    إحترامي لجبران خليل جبران .. ولكْ .. :)

    ردحذف
  11. جميع الناس طيبون سليمون بفطرتهم،، اجعلي هذا أساس رضاكِ عنهم ..

    ردحذف
  12. كلماتك يا زمردة تشدني إليكِ
    ...
    كلمات رائعة من فتاة أروع

    ردحذف
  13. إنها الكلمات ، هي مقصدنا ، نحن محظوظون لأننا نكتب مهما كان ما نكتبه ، فنحن نولد من جديد مع كل قصيدة ..

    إنها كلمات ، مبعثرة .. بعض امور تدفعني لخطها لا أدري ما قيمتها ..

    إن روعة عيونك رنا تجعلها أجمل :)

    زينك الله بزينته التي يحب وأرضاكٍ :)

    ردحذف

أسعد بكم :)