الاثنين، 28 يونيو 2010

حديثٌ عن " أدبِ التحضرِ في بلادنا " ، وفي مشرقنا الغني

نعيش حياة ، لا تتوافق مع أي فصل من فصول قناعاتنا ورضانا ، حياة أقرب إلى أن تكون ملقنة ، روتينية مهما حاولنا التغيير والقضاء على التقليد ، تبقى كما هي ، نعيش حياة من سبقونا ، ونتنكر ونسمي أنفسنا متحضرين ، ونظن أن التحضر في التحرر من حجابنا ، أو من زواجنا التقليدي ، أو من طريقة لباسنا ، وكتابتنا ، وكلامنا .. ، التحضر هوَ أن ندرب عقولنا على استيعاب أخطاء ماضينا و محاولة حلّها وتغييرها ، هوَ الفهم لأصول التوافق الاجتماعي الذي ننشئه في هذه الحياة ، إدراكنا أن المظهر هوَ أكثر الأمور التي نتذلل لها بحماقة مخيفة والتخلص من هذه الافكار ، حين نتحرر ونكون أناس عصاميين نستطيع التخلي عن عون الغير ، ونولد مادتنا من جهدنا وعملنا ، لن تجعلنا العصامية مفصولين عن من كان لهم الفضل الكبير علينا ، ليست العصامية هي التخلص من فكرة الاعتماد على الغير والتخلص من الغير أيضاً ! ، نمسك أقلامنا ونكتب بها ، لا أدري لأية مرحلة يتوقف القلم عن الكتابة لكنني أدرك أنها مرحلة صادقة تماماً بعيدة عن القيود ، فشرطة القلم تحومُ دوماً ، نزيل عن أنفسنا شبهة أننا نكتب شيئاً هاماً فنهدر الفصحى ، ثم يتحول كلامنا ل" عربي مجلجز " كما اسميه ، بما معناه كتابة العربية بأحرف الإنجليزية ، وبصراحة لا أخفيكم أنني أمارس هذه الطريقة باستمرار ، ولكن ليس هروباً من شرطة القلم ، إنما تلقيناً آخر ، ليس التحضر في العلمانية والتخلص من الدين ، فلم يكن الدين يوماً بذلك الحاجز ، ولن يكن ، طالما ندير عقولنا جيداً ، ونفهم ديننا بشكل صحيح ، فنحن لسنا في زمنِ الكنسية ولا يحق لنا أصلا أن نقيس ديننا على هذا المفهوم ، وهذا ليس من باب الإجبار "لايحق لنا" ، إنما شيئاً باتَ مفروغاً منه ، فلا أظن أن هناك أناس كثيرون محظوظين مثلنا في هذا الأمر ، لهم كتاباً لا تحريفَ فيه ولا جدال ، في زمنٍ كثرت فيه الأخطاء وكثر فيه الجدال ، يجب أن نفهم هذه الدنيا بشكلٍ أوضح وأنقى ، أن نحاربَ أكثر ، نقاومَ أكثر لكي نحيا بإيجابية قدرما نستطيع ، يجب أن يفهم مجتمعنا أن الفتاة الآن هي سيدة نفسها ، وقوْتها هوَ روحها ، تتغذى منها ولا ينتقص منها شيئاً بل تزيد ، يجب أن نسكتهم ونفهمهم أننا لا نقل عن الرجلِ أبداً ، وليس من حق الرجل أن يتحضر كما يريد ، ومن الممنوع علينا أن نفكر حتى في ذلك ، فلسنا على ذلك القدر من الغباء الذي يجرفنا لمفاهيم التحضر السخيفة ، بحق الله ! هل تركيبة عقل الرجل فذةً لهذه الدرجة ، يا له من اغترار مخيفٍ وأعمى بالنفس ، أليست المرأة بقادرة على قيادة المجتمع إلى الأفضل ، بل وأراهن أنها تتقن هذا الأمر أكثر من الرجل ، مثال بسيط .. ، مديرات المدرسة ، مديري المدرسة ، الفكرة باتت واضحة ، فالإجابة ليس فيها أي جديد ، المديرات هنَ الأفضل في قيادة الجيل ، وأيضاً أؤكد أنني أخص لا أشمل في أمر المرأة ، تماماً كما أخص لا أشمل في أمر الرجل ، والله شاهد ، علينا أن نطلق لأنفسنا العنان فنحن نستحق ذلك ، نستحق أن نجرب ونثور ، لا يحق لأحد أن لا يسمح لنا بالخطأ ! ، فنحن لسنا دمى مثيرة و مغرية ، نستحق أن نخطأ ونتعلم ، نستحق أن ينقد أحداً شعرنا وكلماتنا ، نستحق أن نتألم حين نشعر أن فكرتنا لم تصل رغم جهادنا المتواصل ، اعطائنا حق البكاء حين يكسر كعب "سكربينتنا" ، أو يتساقط شعرنا ، أو حين تظهر بثوراً في بشرتنا الناعمة ، أو الزواج في سن مبكرة ! ليست هذه بمكافأة إنما هذه "مصيـــبة" ، فالدمية باتت أجملَ في طراوة أظافرها ! يا للعجب ، ولا زلنا نتحدث عن أنفسنا ونقارن أنفسنا بأجدادنا لنعلي من شأن الصفر الذي وصلنا له ، بحقكم ! إن الشمعةَ والهناء في أيام أجدادنا ، أصبحت تسعدني أكثر بمليون مرة من المحركات التي تعمل على مدار 24 ساعة ، أنا واثقة أن مدينتا الجميلة أصبحت خطراً على الانسانية والأوزون ، وأن معدل ثاني اكسيد الكربون زاد حد الجنون ، كفانا تقوقعاً ، وتلبساً ، وتقنعاً ، كل ما أحلم به هوَ بلاد لا يحكمها أناس يعبدون الماضي أو آخرون يظنون التحضر هوَ الخلع ! ، بلاد ليتها بلا جاني ولا حتى قاضي ، بلاد تفتقر يوماً للضحية !!! ... 

هناك 3 تعليقات:

  1. التحضر اصبح لدينا التخلي عن ملة أبينا إبراهيم ،
    و عن دين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ،
    أتمنى أن نعود يوماً لعقلنا ، قبل فوات الآوان !

    ردحذف
  2. والمصيبة الأكبر ، من يعبدون الماضي رنا ، مصرين أن نحيا حياتهم البائسة ، بكل أساليبها الغبية ! ولا زالوا يتحدثون عن انفسهم بثقة ويقولون .. "نربي أجيالاَ" تباً!

    ردحذف
  3. ماذا أقول لكِ هبة ،
    كلامنا نفذ كل ما نملك من كلمات لا تكفي لكي نعبر عن ما بداخلنا ...

    ردحذف

أسعد بكم :)